نشأَت الفلسفة التحليلية في أواخر القرن التاسع عشر، ورسَّخت وجودَها بمختلِف الأشكال بدايةً من ثلاثينيات القرن العشرين، وشَهِدت تطوُّرًا أكبر في أمريكا الشمالية، وفي أنحاء أوروبا، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. كما أن علاقتَها الوثيقةَ بعلم الرياضيات جعلَتها نقطةَ ارتكازٍ رئيسة، انطلق منها العديدُ من النظريات الفلسفية الحديثة، لا سيما نظرية اللانهائية والأعداد فوق المنتهية. ويتزايد حاليًّا تأثيرُ الفلسفة التحليلية بوصفها التقليدَ الفلسفي المهيمِن في جميع أنحاء العالَم، بدءًا من أمريكا اللاتينية حتى شرق آسيا. ويتناول هذا الكتاب من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا» الفلسفةَ التحليلية من خلال الأعمال الرائدة لمؤسِّسيها؛ مثل «جوتلوب فريجه»، و«برتراند راسل»، و«جورج إدوارد مور» وغيرهم. وتتجلَّى على مدى الكتاب كلِّه الأسبابُ التي تجعل وضوحَ التفكير، ودِقةَ التعبير، وصَرامةَ الحُجَّة؛ السماتِ الرئيسيةَ للفلسفة التحليلية.
مايكل بيني: أستاذُ علم المنطق بجامعة أبردين في اسكتلندا، وأستاذُ تاريخِ الفلسفة التحليلية بجامعة هومبولت في برلين، وأستاذٌ زائر للفلسفة في جامعة تشينجهوا في بكين. من أحدث مؤلَّفاته كتاب «دليل أكسفورد لتاريخ الفلسفة التحليلية».