«إنها قصة الفكر في أسمى مظاهره، أو على الأقل في جانبٍ من أسمى جوانبه؛ وهو الحكمة والفلسفة. وإنها لَجديرة أن تُروى ليعلم أبناء هذا العصر ما جرى للفكر من أحداثٍ جِسام، وما تقلَّب فيه على مرِّ الأعوام.»يُعَد هذا الكتاب من الكتب الفلسفية المُهمة التي تناولت موضوع الفلسفة الإسلامية بأسلوبٍ موجزٍ وبسيط. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، تتضمَّن العديد من الموضوعات المُهمة؛ فنجد «أحمد فؤاد الأهواني» يُحدِّثنا عن أصل الفلسفة هل هي إسلامية أم عربية، وكيف نُقِلت الفلسفة إلى العرب، وكيف تُرجِمت إلى اللغة العربية، وما هذه الحركة التي عُرِفت بعصر الترجمة والتي بدأت بنقل العلوم للعرب، وأي كتبٍ علمية نُقِلت. كما يورد لنا كاتبنا أبرزَ أعلام الفلسفة الإسلامية في كلٍّ من المشرق والمغرب، فضلًا عن طرح أهم الموضوعات الرئيسية التي عُني الفلاسفة بدراستها، وهي تدور حول المنطق ومناهج البحث، والبحث في ذات الله وصفاته، وعن العالم متى وكيف خُلِق، وممَّ تكوَّن، وما هو الإنسان، وما السبيل الذي يجب أن يسلكه في هذه الحياة.
أحمد فؤاد الأهواني: فيلسوفٌ مصري كبير وأحدُ روَّاد علم النفس في مصر والعالَم العربي، أصدَر العديدَ من الكتب والمقالات، ونقَل العديدَ من أمهات الكتب الفلسفية الأجنبية إلى العربية، وشارَك في تحقيق بعض أصول الفلسفة الإسلامية. وُلد عام ١٩٠٨م. التحق بكلية الآداب في الجامعة المصرية منذ إنشائها، فدرَس الفلسفة على يد أعلامها الفرنسيِّين من أمثال «برييه» و«لالاند»، وتخرَّج فيها عام ١٩٢٩م، وعمل مدرِّسًا ثم مفتِّشًا بالمدارس الثانوية بوزارة المعارف، وحصل على الدكتوراه في أغسطس عام ١٩٤٣م، ثم عُيِّن أستاذًا للفلسفة الإسلامية في كلية الآداب عامَ ١٩٤٦م، وتدرَّج حتى أصبح رئيسًا لقسم الفلسفة عامَ ١٩٦٥م. كانت آراؤه مثيرةً دومًا للنقاش والجدل، فقد سوَّد صفحاتِ المجلات الشهيرة في عصره — من قَبيل «الرسالة» و«الثقافة» و«الكتاب» — بالكثير من مقالاتِ نقد الكتب والترجَمات الصادرة حديثًا؛ إذ قلَّما قرأ كتابًا دونَ أن يكتب رأيَه فيه ويَنتقده، واشتُهِر عنه شِدتُه في النقد، التي وصلَت إلى حدِّ التلاسُن مع العديد من النقَّاد والأدباء في ذلك الوقت. ترَك العديدَ من الآثار العلمية، أبرزها: «فَجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط» و«أفلاطون» و«الفلسفة الإسلامية» و«المدارس الفلسفية» و«خلاصة علم النفس». وشملَت ترجماته: «كتاب النفس» ﻟ «أرسطو»، و«مباهج الفلسفة» ﻟ «ويل ديورانت»، و«البحث عن اليقين» ﻟ «جون ديوي»، و«أصول الرياضيات» ﻟ «برتراند راسل»، و«العلم والدِّين في الفلسفة المعاصرة» ﻟ «إميل بوترو»، وشارَك في ترجمة «تاريخ العلم» ﻟ «جورج سارتون». وكذلك نشَر بعضَ المخطوطات، من أهمها كتاب «في الفلسفة الأولى» ﻟ «الكندي»، وكتاب «أحوال النفس» ﻟ «ابن سينا». تُوفِّي «الأهواني» في عام ١٩٧٠م.