يُعَد هذا الكتاب دليلًا مشوِّقًا إلى ترويضٍ حديث لفكرة «اللانهائية»، التي هي إحدى أشهر الأُحجيَّات في تاريخ الرياضيات أجمع، وهو كذلك بمثابة جولةٍ تنويرية في تاريخ هذه الفكرة؛ جولةٍ تجمع بين التاريخ والفلسفة ورسائل في عشق دراسة الرياضيات. يأخذنا المؤلف «ديفيد فوستر والاس» — بفضوله المُعدِي، وجُمَله الرَّنانة، وتعبيراته النارية — في جولةٍ ممتعة يَطوف بنا خلالها بين أفكار كلٍّ من «أرسطو»، و«نيوتن»، و«لايبنتس»، و«كارل فايرشتراس»، وصولًا إلى «جورج كانتور» ونظرية المجموعات، ما يجعل الكتاب َ مقدمةً مثالية إلى جمال عالَم الرياضيات، أو بالأحرى، إلى الغرابة التي لا سبيلَ إلى نُكرانها لفكرةِ «اللانهائية» بطبيعتها المتناقضة ظاهريًّا.
ديفيد فوستر والاس: وُلد في عام ١٩٦٢م، ونال درجة الماجستير في الفنون الجميلة في مجال الكتابة الإبداعية من جامعة «أريزونا»، ثم انتقل إلى «ماساتشوستس» لإكمال الدراسات العليا في الفلسفة في جامعة «هارفارد». كَتب «والاس» مجموعةً من الروايات التي حازت استحسان النُّقاد وأشادوا بها، مثل: «دُعابة لا نهائية» و«مكنسة النظام» و«الملك الشاحب». كما كَتب عددًا من القصص القصيرة نشرها في مجلاتٍ شهيرة. وتضمَّنت أعمالُه غيرُ الأدبية سلسلةً من المقالات المهمة. تُوفِّي عام ٢٠٠٨م.