مَنْ منَّا لا يعرفُ قصةَ «مَجْنون ليلى»؛ قصةَ العشقِ الخالدةَ بينَ قيْسٍ وجميلتِه؛ القصةَ التي علَّمتْنا الدَّأبَ في الحُب، والطُّهرَ الخالصَ في المَنْح؟! تعرِضُ المسرحيةُ الشِّعريةُ التي بينَ أَيْدينا رُؤيةً خاصةً لهذه الحكايةِ؛ فتبدأُ القصةُ من حيثُ احتدمَ الصِّراعُ لتفريقِ الحبيبَيْن، فتَمْرضُ «ليلى» تأثُّرًا بمدَى عشقِها وشوقِها، ويَنُوحُ «قيس» باكيًا، في حينِ يُصِرُّ الجميعُ على حتميةِ الفِراق. تَلْقى «ليلى» حتْفَها مُتأثِّرةً بآلامِ العِشق، ويُزهِقُ «قيس» رُوحَهُ بيدَيْهِ على قبرِها مُوصِيًا أنْ يُدفنَ إلى جانِبِها. مَشاهِدُ مُتقَنةٌ صنَعَها شِعرُ «مارون عبود» ووصْفُه، وجَمالٌ خاصٌّ يُحيطُ بكلِّ مشهدٍ بما يَحْويهِ من البُكائيَّاتِ والأغاني؛ جَمالٌ يَستحقُّ التوقُّفَ والنَّظر.
مارون عَبُّود: رائِدُ النَّهْضةِ الأَدَبيَّةِ الحَدِيثةِ في لبنان، وهُوَ الكاتِبُ الصَّحفِي، والرِّوائيُّ الساخِر، والقَصَّاصُ البارِع، والشاعِرُ الَّذي نَظَمَ الشِّعرَ عَلى اسْتِحْياء؛ فلَمْ يَرِثِ الأَدبُ منهُ سِوى القَلِيل، وهوَ الناقِدُ الَّذي فُلَّتْ سِهامُ النُّقَّادِ أَمامَهُ إِجْلَالًا واحْتِرامًا، والمُؤرِّخُ والمَسرَحِي، وزَعِيمٌ مِن زُعَماءِ الفِكْرِ والفنِّ في العَصْرِ الحَدِيث. نالَ مارون عَبُّود العَدِيدَ مِنَ الأَوْسِمة؛ مِنْها: وِسامُ المَعارِفِ مِنَ الدَّرَجةِ الأُولى، ووِسامُ الاسْتِقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الثَّانِية، وأَثْرى المَكْتبةَ العَرَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ المُؤلَّفاتِ الأَدَبيَّةِ والشِّعْريَّةِ والنَّقْديَّة؛ مِنْها: «نَقدات عابِر»، و«تَذْكار الصبا»، و«زَوَابِع». وَافتْه المَنيَّةُ عامَ ١٩٦٢م.