«أوَّاهُ يا قيصرُ العظيم! هل تَرقد هذه الرِّقدةَ الوضيعة؟هل انكمشَت كلُّ الفتوحات والأمجاد والانتصاراتوالمغانم،وتضاءلَت في هذه الرُّقعة من الأرض؟ وداعًا لك يا قيصر!»تُعَد المسرحية التاريخية «يُوليوس قيصر» إحدى روائع الشاعر الإنجليزي الكبير «ويليام شيكسبير» (كتبها عام ١٥٩٩م)، وتدور أحداثها حول الصديقِ «بروتس» الذي تآمر مع «كاشياس» وأعوانه لقتلِ الحاكم الروماني «يُوليوس قيصر» خوفًا عليه من التعسُّف والطغيان. تصِف المسرحية حالةَ العِداء المتزايدة في صفوف القادة الرومان تجاهَ «قيصر» بسببِ كبرِ سنِّه وعِناده، ثم تنتقل إلى تطوُّر الأمر إلى حدِّ التآمر على اغتياله والتخلُّص منه وتنفيذ المؤامرة، ثم سقوط المتآمرين وعقابهم. ويتمثَّل محور المسرحية في المعضِلة الأخلاقية التي يحياها «بروتس» بين حبِّه لروما وخوفِه عليها من الطغيان والاستبداد، وحبِّه لقيصر ووفائه له؛ ولذلك يتحدَّث «بروتس» في المسرحية كلِّها أكثرَ من أي شخصيةٍ أخرى، ويعرض «شيكسبير» على لسانه العديدَ من صور الحيرة والقلق والحزن التي لازَمته بعد قتلِه «قيصر»، وسقوط الجمهورية التي سعوا إلى الحفاظ عليها ابتداءً.
ويليام شكسبير: يعد أشهر مؤلف مسرحي عرفه التاريخ. له آثار بارزة في المسرح الكوميدي والتراجيدي جسد من خلالها أبرز دقائق النفس البشرية في بناء درامي متساوٍ أقرب ما يوصف به أنه سيمفونية شعرية. وهو ينتسب لأسرة مرموقة. قام بالتدريس في بلدته «ستراتفورد أبون آفون» التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، وقد تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال. في عام ١٥٨٨م انتقل إلى لندن التي صارت نقطة الانطلاق لعالم المسرح والشهرة. ومن أشهر أعماله: «تاجر البندقية»، و«روميو وجولييت»، و«هاملت»، و«عطيل»، و«مكبث»، و«الملك لير».