«سباستيان (ناظرًا إلى فيولا): ألستُ واقفًا هنا؟ ما كان لي أخٌ قط! وليس في طبيعتي من الربوبية ما يَكفُل الحلول في كل مكان! قد كان لي أختٌ وحسب، لكنما الأمواجُ عمياءُ ولم تلبث أن الْتَهمتها. أرجوك قُل لي ما روابط القرابة .. إن كُنت لي قريبًا؟ ما موطنك؟ ماذا تُسمَّى؟ لأي بيتٍ تنتسب؟»تنتمي هذه المسرحية إلى الأدب الرومانسي الممزوج بالكوميديا؛ حيث تتلاقى مشاعر الحب والمغامَرات والأسفار والأخطار بالكوميديا التي تمتزج بها امتزاجًا وثيقًا يؤدِّي إلى إضفاءِ جوٍّ خاص يبتعد بالمسرحية من الكوميديا الصريحة إلى الكوميديا الغنائية التي تعتمد على الشعر والموسيقى. أمَّا عن الليلة الثانية عشرة فيُقصَد بها ليلة السادسِ من يناير؛ العيدِ المسيحي الذي يُحيي ذِكرى ظهور المسيح، ويُسمِّيه المسيحيون الغربيون «إبيفاني»، أمَّا الشرقيون فيُسمُّونه «عيد الغطاس». يتَّخِذ «شيكسبير» من المدينة البرتغالية «ليريا»، ومدينة أخرى واقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي، مكانًا لأحداث مسرحيته التي تدور حول «فيولا» وشقيقها «سباستيان»، الأخوَين اللذين فرَّقتهما الأقدار ثم جمعَت بينهما مرةً أخرى، وما بين الفراق واللقاء يدور الكثيرُ من الأحداث والمغامرات والمكائد، وتتولَّد مشاعرُ الحب التي تجمع بين كلٍّ من «فيولا» و«أورسينو»، و«سباستيان» و«أوليفيا».
ويليام شكسبير: يعد أشهر مؤلف مسرحي عرفه التاريخ. له آثار بارزة في المسرح الكوميدي والتراجيدي جسد من خلالها أبرز دقائق النفس البشرية في بناء درامي متساوٍ أقرب ما يوصف به أنه سيمفونية شعرية. وهو ينتسب لأسرة مرموقة. قام بالتدريس في بلدته «ستراتفورد أبون آفون» التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، وقد تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال. في عام ١٥٨٨م انتقل إلى لندن التي صارت نقطة الانطلاق لعالم المسرح والشهرة. ومن أشهر أعماله: «تاجر البندقية»، و«روميو وجولييت»، و«هاملت»، و«عطيل»، و«مكبث»، و«الملك لير».