إن نجاحنا في الحياة يعتمد في المقام الأول على حسن تقديرنا للأمور، وعلى تمييز الطيب من الخبيث. فمهما يكن الأمر، علينا أولًا إعمال العقل؛ لأن فقدانه يعني فقدان كل شيء. هذه هي الرسالة التى أراد أن يرسلها لنا «شكسبير»؛ فلو أن الملك «لير» عقل الأمور لما انخدع في حب ابنتيه «غونوريل» و«ريغان» وفقد كل شيء. لقد عمل شكسبير على التأكيد على انتصار الشر بمقتل الملك وابنته، وأصرَّ على هذه النهاية التراجيدية كي يبقى أثرها في نفس المتلقي. وقد تجاوزت الرواية حدود المحلية الإنجليزية وانطلقت نحو العالمية، وكان لها أثر كبير في الأدب العالمي؛ فتُرجمت إلى عدة لغات لأكثر من مرة — كان منها العربية — كما مُثِّلت على المسرح العالمي والعربي، واعتبرها بعض النقاد أكثر المسرحيات المأساوية إثارة للنفس.
ويليام شكسبير: يعد أشهر مؤلف مسرحي عرفه التاريخ. له آثار بارزة في المسرح الكوميدي والتراجيدي جسد من خلالها أبرز دقائق النفس البشرية في بناء درامي متساوٍ أقرب ما يوصف به أنه سيمفونية شعرية. وهو ينتسب لأسرة مرموقة. قام بالتدريس في بلدته «ستراتفورد أبون آفون» التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، وقد تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال. في عام ١٥٨٨م انتقل إلى لندن التي صارت نقطة الانطلاق لعالم المسرح والشهرة. ومن أشهر أعماله: «تاجر البندقية»، و«روميو وجولييت»، و«هاملت»، و«عطيل»، و«مكبث»، و«الملك لير».