«تَقاتَلوا ما شئتم، فلن أكلف نفسي تمزيق ردائي لأفرِّق بيْنَكم.» هكذا يقول «جوردان» الثري الأحمق، تاركًا أساتذته يتقاتلون في مشهد هزلي. الأساتذة الذين يحترفون خِداعه بتعاليم مغلوطة، ويحتذي بهم خيَّاطه فيخيط له أردية مزركشة مضحكة تجعل منه مَحَطَّ سخرية، يُصَدِّق بارتدائها أنه قد أصبح أرستقراطيًّا نبيلًا، ينبذ زوجته ويبذل جهده في التقرب لماركيزة من النبلاء بناءً على ادعاءات «دورانت» المفلس. ثم يرفض زواج ابنته من حبيبها «كليونت» الذي ينتمي للطبقة المتوسطة، فيقرر «كليونت» أن يتقدم ثانيةً بوصفه أميرًا تركيًّا ليبارك «جوردان» الزيجة، ويَعِدُه برفعه لمنزلة النبلاء بوصفه والد العروس، بعد نجاح الخدعة يُقام أخيرًا حفل التنصيب المُضحك، والذي يتم فيه التحدث بلغة غير مفهومة تقليدًا للغة التركية. في قطعة من الباليه الكوميدي، يسخر «موليير» من الادِّعاء والنفاق في المجتمع الفرنسي.
موليير: مُؤلِّفٌ كوميديٌّ مَسرَحيٌّ وشاعِرٌ فَرَنسِي؛ يُطلَقُ عَلَيهِ مؤسِّسُ «الكُومِيديا الرَّاقِية». ساهَمَ بقَدْرٍ كَبيرٍ في غرْسِ أُصُولِ الإِخْراجِ المَسرَحِي، كَمَا اسْتَطاعَ مِن خِلالِ أَعْمالِهِ الكُومِيديَّةِ الفُكاهيَّةِ أنْ يُوصِّلَ أَفْكارَهُ وأنْ يُعالِجَ المُشْكلاتِ النَّفْسيَّةَ الأَكْثرَ تَعْقيدًا، وقَدْ هاجَمَ كُلِّ الرَّذائل التِي انْتشرَتْ فِي أَوْساطِ المُجتَمعِ الأُوروبِي في ذلك الحين. كَتبَ «موليير» العَدِيدَ مِنَ الأَعْمالِ الخاصَّةِ والمُتنوِّعة؛ حَيثُ ألَّفَ في كُومِيديا البَالِيه، والكُومِيديا الرَّعَويَّة، وأَيْضًا الكُومِيديا البُطوليَّةِ وغَيرِها، ومِن أَعْمالِه: «مَدْرسةُ الأَزْواج»، و«مَدْرسةُ النِّساء»، و«دون جوان»، و«الطَّبِيبُ عَلى الرَّغْمِ مِنْه»، و«البَخِيل»، و«البورجوازيُّ النَّبِيل»، و«مَرِيضُ الوَهْم»، و«كونتيسة إبيسكار بانياس»، و«الطَّبِيبُ العاشِق»، و«زَواجٌ بالإِكْراه». فارَقَ «موليير» الحَياةَ عامَ ١٦٧٣م، بعْدَ تَقْديمِه العرْضَ الرابعَ لمَسْرحيتِهِ «مَرِيض الوَهْم» بسَاعَات.