تميَّز «مارون عبود» بأسلوبه المسرحي الأخَّاذ، وفي هذه المسرحية التي ترجمها عن الكاتب الفرنسي «لابردان»، تَتجسَّد الروحُ الطيِّبة للأم المقهورة لتُلقِي بظِلالها الحَنونة على طفلها الأسير في الظلام، فتَظهر حينًا في ظُلمة الأَسر لتُطمئِن وليدَها وتحثَّه على ألَّا يَيئس من الحبس وحيدًا، وتَظهر حينًا آخَر أمام قاتلها «فلافي» لتُرهِبه وتبثَّ الرعبَ في قلبه، حتى يَتحقَّق العدل على يد الفارس الأمين «جان دي زاردوان»، الذي أخذ على نفسِه عهدًا بأن يُحرِّر وريثَ الأمير «ليزنيه» من الأَسر، وأن يحكم القصرَ هو وكلُّ فلَّاحي البلدة.
مارون عَبُّود: رائِدُ النَّهْضةِ الأَدَبيَّةِ الحَدِيثةِ في لبنان، وهُوَ الكاتِبُ الصَّحفِي، والرِّوائيُّ الساخِر، والقَصَّاصُ البارِع، والشاعِرُ الَّذي نَظَمَ الشِّعرَ عَلى اسْتِحْياء؛ فلَمْ يَرِثِ الأَدبُ منهُ سِوى القَلِيل، وهوَ الناقِدُ الَّذي فُلَّتْ سِهامُ النُّقَّادِ أَمامَهُ إِجْلَالًا واحْتِرامًا، والمُؤرِّخُ والمَسرَحِي، وزَعِيمٌ مِن زُعَماءِ الفِكْرِ والفنِّ في العَصْرِ الحَدِيث. نالَ مارون عَبُّود العَدِيدَ مِنَ الأَوْسِمة؛ مِنْها: وِسامُ المَعارِفِ مِنَ الدَّرَجةِ الأُولى، ووِسامُ الاسْتِقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الثَّانِية، وأَثْرى المَكْتبةَ العَرَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ المُؤلَّفاتِ الأَدَبيَّةِ والشِّعْريَّةِ والنَّقْديَّة؛ مِنْها: «نَقدات عابِر»، و«تَذْكار الصبا»، و«زَوَابِع». وَافتْه المَنيَّةُ عامَ ١٩٦٢م.