«أعرف يا صاحب الجلالة أنك طالما أحببتَها،وطالما أحللتَها أعزَّ مكانٍ في قلبك؛ ومِن ثَمَّ أرجوألا تَحرمها من الحق الذي يُوفِّره القانون للجميع،حتى مَن هم أقلُّ منزلةً منها، أَلَا وهو حق الدفاع،وَلْيتولَّه بعضُ العلماء بحُريةٍ وصراحة!»تُمثِّل هذه المسرحية إحدى أشهَر مسرحيات «شيكسبير» التاريخية، التي تتناول عهد «هنري الثامن» ملِك إنجلترا، الذي اشتُهر بقتل زوجاته، وأبرزُهنَّ زوجتُه الأخيرة «آن بولين» التي أعدَمها في برج لندن. وقد عبَّر «شيكسبير» تعبيرًا بليغًا عن حياة الملك ومأساة زوجاته «كاثرين» و«بولين» وغيرهما، وصوَّر تمرُّدَه على السلطة الدينية في عهده وعلاقته بحاشيته، وختَم بولادة الملكة «إليزابيث» التي عاصَرها وأَلمَح إلى إنجازاتها المُرتقَبة. وقد ثار جدلٌ حول كاتب المسرحية؛ إذ لم يُشكَّ في نِسبتها إلى «شيكسبير» إلا في منتصف القرن التاسع عشر، عندما افتَرض بعض النقَّاد مشاركةَ الكاتب «جون فليتشر» في الكتابة، وظل الجدل حتى حُسِم الأمر في ستينيات القرن الماضي لصالح فرضية الكتابة المشتركة، وأجمع النقَّاد على ذلك.
ويليام شكسبير: يعد أشهر مؤلف مسرحي عرفه التاريخ. له آثار بارزة في المسرح الكوميدي والتراجيدي جسد من خلالها أبرز دقائق النفس البشرية في بناء درامي متساوٍ أقرب ما يوصف به أنه سيمفونية شعرية. وهو ينتسب لأسرة مرموقة. قام بالتدريس في بلدته «ستراتفورد أبون آفون» التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، وقد تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال. في عام ١٥٨٨م انتقل إلى لندن التي صارت نقطة الانطلاق لعالم المسرح والشهرة. ومن أشهر أعماله: «تاجر البندقية»، و«روميو وجولييت»، و«هاملت»، و«عطيل»، و«مكبث»، و«الملك لير».