ثلاثُ جرائم قتلٍ مُرعبةٍ تقعُ في وقتٍ واحد، وفي أماكنَ متفرقة؛ إذ لقيَ ثلاثةٌ مِن أباطرةِ المالِ — كانت تجمعُ بينَهم عَلاقاتُ عملٍ قويةٌ — حتفَهم في ليلةٍ واحدة. قُتل «ستاين» في مَقرِّه الريفيِّ الفاخر، وقُتل «وايز» خارجَ كوخه الصغيرِ على الشاطئِ حيث كان يعيشُ مُستمتعًا بنسماتِ البحرِ وبالحياةِ البسيطة، وقُتل «جالوب» العجوزُ في غابةٍ صغيرةٍ في الجهةِ الأخرى من البلاد. وفي الحالاتِ الثلاثِ كلِّها، لم يَكُن ثَمَّةَ شكٌّ بشأنِ العنفِ الذي تعرَّضُوا له قبلَ مَقتلِهم مُباشَرة. وعندما تُعرَضُ القضيةُ على «الأبِ براون»، يحاولُ أن يَفكَّ خيوطَ ذلك اللغزِ المُحيِّر. فيا تُرى، مَن هم الجُناة؟ وما الدوافعُ الحقيقيةُ وراءَ تلك الجرائم الشنعاء؟ وما قصَّةُ ذلك الشبحِ الذي شُوهِد بالقربِ من المكانِ الذي قُتلَ فيه أحدُ المليونيراتِ الثلاثة؟ هذا ما سنتعرَّفُ عليه من خلالِ قراءةِ هذه القصةِ المثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.