تَصحبُنا صفحاتُ هذه المجموعة القصصية في جولةٍ شائقة من مغامرات الدكتور «ثورندايك». نرى من خلال هذه المغامرات بصيرتَه الثاقبة وبراعتَه الفائقة في استخدام أحدث الأساليب وتسخير مُختلِف الأدوات والابتكارات العِلمية لحلِّ غموض القضايا التي تواجهه. نُطالع في هذه المجموعة القصصية عددًا من القضايا المختلفة. تبدأ المجموعة بحادثة وفاةٍ تبدو للوهلة الأولى أنها حالة انتحار، لكنَّ وجود آثارِ أقدامٍ في مسرح الجريمة يدفع «ثورندايك» إلى التمعُّن في الأمر وتغيير مَجرى الأحداث. وفي قضيةٍ أخرى، تُلقي الأقدار «ثورندايك» في طريق رجلٍ من الهند ليساعده في اكتشاف سر مقتل ابن عمه وسرقة جوهرته. ولا تقتصر مغامرات «ثورندايك» على قضايا القتل؛ فنراه يُحقِّق في أمر سرقة جُعران أزرق تتعلق أصوله بقضية قرصنةٍ قديمة. وفي مرة أخرى، تلجأ إليه إحدى شركات التأمين إذ أوشكت على خسارة مبلغٍ كبير من المال بسبب سرقة طردٍ من السبائك الذهبية. فكيف يَحلُّ «ثورندايك» هذه الألغاز الغامضة ويُدهِش دائمًا مَن حوله من مُجرمين، وقضاة، ورجال شرطة، وحتى وزملاء المهنة؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذه المجموعة القصصية المثيرة.
آر أوستن فريمان (١٨٦٢–١٩٤٣): كاتبٌ بريطانيٌّ اشتُهر بكتابة القصص البوليسية. كان هو أول من قدَّم «القصة البوليسية المعكوسة» (التي تصف الجريمة كاملةً وتكشف الجاني في البداية، ثم تُوضح محاولة المُحقِّق لحلِّ اللغز). وُلد في لندن، ودرس الصيدلة، ثم درس الطب في مستشفى ميدلسكس. بدأ في كتابة الروايات والقصص التي كان بطلُ العديد منها هو مُحقِّقَ الطب الشرعي الدكتور «ثورندايك»، ونُشرت أولى قصصه في عام ١٩٠٧، واستمر في نشر قصةٍ للدكتور «ثورندايك» سنويًّا حتى وفاته في عام ١٩٤٣.