وجد الدكتور «بيركلي» نفسَه أمام قضية اختفاء عالِم في الآثار المصرية، يُدعى «جون بيلينجهام»، في ظل ظروف غامضة. حدث هذا أثناء عمله طبيبًا مناوبًا ﻟ «آل بيلينجهام»؛ الأمر الذي جعله يحاول كشف لغز الاختفاء. لم تتوقف القضية عند كونها قضيةَ اختفاءٍ فحسب، بل تطوَّرت ليَظهر على الساحة رفاتُ جثة بشرية تناثرت أجزاؤها في مُختلِف الأرجاء. وزاد من تعقيد القضية وجودُ وصية غامضة للمُتوفَّى، ووجودُ أطراف مستفيدة من تنفيذ الوصية المَعِيبة. وهكذا تكاثرت الشكوك والشبهات حول شخصية الجاني ودوافعه وراء ارتكاب الجريمة؛ مما دفع الدكتور «بيركلي» إلى الاستعانة بخبير كبير في الطب الشرعي والتحقيقات الجنائية، ألا وهو الدكتور «ثورندايك». وكما جرت العادة، يحاول الدكتور «ثورندايك» تقديمَ المساعدة المهنية ﻟ «آل بيلينجهام» بعد أن تبدَّلت أحوالهم وصاروا من بين المُشتبَه بهم في ارتكاب الجريمة. فهل سيتمكَّن الدكتور «ثورندايك» من حل اللغز المُحيِّر ووضع يده على الجاني، بعد عامَين من اختفاء الرجل، مستعينًا بقدراته الاستدلالية الفائقة ومهارته في متابعة تَطوُّر الأحداث؟ هذا ما سنعرفه من خلال قراءة هذه الرواية المثيرة.
آر أوستن فريمان (١٨٦٢–١٩٤٣): كاتبٌ بريطانيٌّ اشتُهر بكتابة القصص البوليسية. كان هو أول من قدَّم «القصة البوليسية المعكوسة» (التي تصف الجريمة كاملةً وتكشف الجاني في البداية، ثم تُوضح محاولة المُحقِّق لحلِّ اللغز). وُلد في لندن، ودرس الصيدلة، ثم درس الطب في مستشفى ميدلسكس. بدأ في كتابة الروايات والقصص التي كان بطلُ العديد منها هو مُحقِّقَ الطب الشرعي الدكتور «ثورندايك»، ونُشرت أولى قصصه في عام ١٩٠٧، واستمر في نشر قصةٍ للدكتور «ثورندايك» سنويًّا حتى وفاته في عام ١٩٤٣.