حياة بسيطة ومُنعزِلة يحياها «توم بيدلي»؛ ذلك الرسَّام الموهوب الذي لا يُلقي بالًا لتَرَف الحياة أو حوادثها، حتى تَسُوقه الصُّدفُ إلى طريقٍ آخَر بعيد عن مسار حياته الهادئة. لم يكن يعلم أن ذلك المشهد الذي رآه في غابة «إيبينج» وأثار اهتمامه إلى حدٍّ دفَعه إلى تجسيده في لوحةٍ رسَمَها من وحي الذاكرة؛ وراءه جريمةُ قتلٍ بَشِعة راح ضحيتَها السيدُ «مونتاجو»، وساقَته الأقدار ليكونَ الشاهدَ الوحيد عليها، وتكونَ لوحتُه تلك هي مفتاحَ حلِّ لغزٍ مُتشابك. في تلك الأثناء تُواصِل الصُّدفة دورَها في حياته لتضع في طريقه «لوتا شيلر»؛ تلك المرأة الجميلة التي تدَّعي الفن، والتي تَسكن بجواره وتَفرض عليه صداقةً قَسرية لم يَرغبها يومًا، مُتخذةً من الفن ثغرةً لتحقيقِ مآربها. ثم تَختفي تلك المرأة فجأةً بلا رَجعة، ليعود ﻟ «بيدلي» السكون والهدوء. ولكن تَأبى الصُّدفة أن تَدَعه وشأنه، وتدور الأيام وتعود تلك الأحداث لتُطِلَّ برأسها عليه من حيث لا يدري، حين يستعين به الدكتور «ثورندايك» ليُعاوِنه في حلِّ ألغازٍ تشابَكَت بشكلٍ ما، ليُصبح وسيلتَه في تحقيقِ إنجازٍ جديد له في عالم الجريمة. كيف تشابَكَت الأحداث معًا على هذا النحو؟ ولماذا ظهرت «لوتا شيلر» في حياة «توم بيدلي» ولماذا اختفت بلا مُقدمات؟ وما صِلَتها بمقتل «مونتاجو»؟ وكيف صار «بيدلي» — دون علمٍ منه — مفتاحَ الحل لكل ما تَشهده الأحداث من تعقيدٍ وغموض؟ كل هذا وأكثر سنعرفه من خلال هذه القصة المثيرة.
آر أوستن فريمان (١٨٦٢–١٩٤٣): كاتبٌ بريطانيٌّ اشتُهر بكتابة القصص البوليسية. كان هو أول من قدَّم «القصة البوليسية المعكوسة» (التي تصف الجريمة كاملةً وتكشف الجاني في البداية، ثم تُوضح محاولة المُحقِّق لحلِّ اللغز). وُلد في لندن، ودرس الصيدلة، ثم درس الطب في مستشفى ميدلسكس. بدأ في كتابة الروايات والقصص التي كان بطلُ العديد منها هو مُحقِّقَ الطب الشرعي الدكتور «ثورندايك»، ونُشرت أولى قصصه في عام ١٩٠٧، واستمر في نشر قصةٍ للدكتور «ثورندايك» سنويًّا حتى وفاته في عام ١٩٤٣.