كان الكولونيل «بلاك» صاحبَ شركةِ تمويلٍ ومضاربة في البورصة في حي المال في لندن، وكانت تملأ الأسماعَ أقاويلُ عن وجود أربعة رجالٍ ملثَّمين مجهولين من قُرطبة يُطبِّقون العدالة ويُنزِلون العقابَ بالمجرمين، لكنه لم يُصدِّقها، ورأى أنها محضُ خُرافات. الكثيرون ممَّن كانت تَجمعهم صلةٌ بالكولونيل فارَقوا الحياةَ في ظروفٍ غامضة، بينما كان هو يُحقِّق نجاحاتٍ مُذهلة. بدأ يشعر بعد ذلك بأن الخناق يضيق عليه تدريجيًّا من حيث لا يدري؛ إذ بدأت الشائعات تُحاوِطه، والخسائر تطارده، صار يشعر بأن تَحركاته مُراقَبة، وأصبح يتلقَّى تهديداتٍ متكررة. فهل كان «رجال العدالة الأربعة» هم مَن دبَّروا ذلك؟ أكانوا موجودين أصلًا، أم هم محضُ خُرافاتٍ مثلما كان يعتقد؟ وما علاقة الكولونيل بالطبيب «إيسلي»، الذي سافَر معه إلى أستراليا ثم اختفى فجأةً قبل أن يُعاوِد الظهورَ في لندن؟ وما المصير الذي لاقاه في النهاية؟ نعرف هذا كله في هذه القصة المليئة بالأحداث المثيرة.
إدجار والاس: كاتبٌ إنجليزي، عُرف بغزارة إنتاجه الأدبي، واشتُهر بكتاباته ذات الطابع البوليسي. وُلِد «ريتشارد هوراشيو إدجار والاس» بلندن عامَ ١٨٧٥، عاش طفولةً فقيرة، وترك المدرسةَ في الثانية عشرة من عُمره. انضمَّ إلى الجيش في الحادية والعشرين، وعَمِل مُراسلًا حربيًّا لحساب وكالة رويترز إبَّان حرب البوير الثانية. من أشهر أعماله: «مجلس العدالة»، و«لص الليل»، و«الأقفال السبعة»، فضلًا عن الكثير من القصص القصيرة المُسلسَلة، والمجموعات القصصية مثل «ساندرز أبو النهر»، وهو مبتكر شخصية «كينج كونج». تُوفِّي «والاس» عام ١٩٣٢.