جلسَ «الأبُ براون» إلى طاولةٍ صغيرةٍ وأخرجَ من جيبِه مُفكرةً راحَ يقرؤُها بتركيز، دونَ أن يُوليَ انتباهًا لحقيقةِ أنَّ الفتاةَ ذاتَ الشعرِ الأصهبِ قد غادرَت طاولتَها وجلسَت أمامَه. كانَت فتاةً شابةً عَثرَت على عُملةٍ معدنيةٍ تحملُ صورةً لرأسِ قَيصر خلقَت لها لُغزًا في حياتِها، والْتقَت دونَ سابقِ موعدٍ أو ترتيبٍ مع «الأبِ براون» الذي استمعَ إلى قِصتِها. وكعادتِه دائمًا، لا يكتفي «الأبُ براون» بتفسيرِ اللُّغزِ الذي يواجهُها فحسب، وإنَّما يكشفُ لها أيضًا عن الكثيرِ من طِباعِها هي نفسِها وطِباعِ مَن تعرفُهم. فتُرى، مَا سرُّ هذه العُملة؟ وكيف استطاعَ «الأبُ براون» حَلَّ اللُّغزِ الذي أرَّقَ الفتاة؟ اقرأ القِصةَ وتعرَّف على التفاصيل.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.