منذُ بداية وجود البشر على الأرض، والخلافاتُ والأحقاد والأطماع تُعكِّر صفوَ علاقاتهم، وتُمزِّق أواصرَ الأخوَّة والقُربى بينهم. ما الذي يمنع القويَّ من ظلم الضعيف، والذكيَّ من خداع الساذج؟ ليس الناس جميعًا يَتحلَّون بالأخلاق الطيبة، ولا كلهم يُؤنِّبهم ضميرُهم ويمنعهم النومَ إذا أَخطئوا؛ لذا أَدرَك الناسُ قيمةَ القانون؛ إنه الحكمُ المُحايد بين الجميع، وميزانُ الحق الذي تعتدل به علاقاتهم، وتنتظم به معاملاتهم، ويُقتَصُّ به للضعيف من القوي، وللمظلوم من الظالم. لكن ما العمل إذا اخترق بعضُ الناس ثَغراتِ هذا القانون، واستفادوا من دراسته ومعرفته استفادةً غيرَ مشروعة وغيرَ شريفة، قائمةً على التحايُل والانحراف والخداع؟ هذا ما تُعالجه هذه المجموعةُ القصصية القصيرة الشائقة التي بين يديك عزيزي القارئ. يتصدَّى المحقِّق الحاذق هنا لمكر هذه العقول المنحرفة؛ يقهر أطماعها، ويكشف ألاعيبها، ويُبطِل كيدَها.
أندرو فورستر: كاتب بريطاني وروائي ومُؤلِّف مسرحي. وُلد في ساوثوورك بالمملكة المتحدة عامَ ١٨٣٢م، واسمه الحقيقي «جون ردينج وير». كتب الكثيرَ من القصص والروايات البوليسية، وكان من أوائل مُبتكِري الشخصيات النسائية في الأدب البوليسي. من أشهر أعماله: «الخدمة السرية»، و«مصيدة الموت»، و«جزيرة وايت». تُوفِّي عام ١٩٠٩م.