تقتضي مهنة الصحافة الأمانةَ في النشر والتثبُّتَ من الخبر قبل أن تَلُوكه ألسنة الناس، وربما يؤدي التسرع في نشر خبر إلى تشويه سُمعة إنسان بريء أو إيقاع ضررٍ بشخص لم يقترف ذنبًا. هذا بالضبط ما حدث مع «الأب براون»؛ فقد نُشر عنه خبر يفيد بأنه سهَّل سبيل الهروب لامرأة حسناء مع عشيقها على الرغم من علمه بأنها متزوجة، وهو ما وُصف بأنه تصرُّف لا يليق بقَسٍّ يَدَّعي أنه من أتباع المسيح. في هذه القصة المثيرة، يُميط «الأب براون» اللثام عما حدث، بذهنه المُتقد وذكائه المعهود، داحضًا الاتهام الذي وُجِّه إليه، ومبرئًا ساحته من كل دنَس. فما حقيقة ما حدث بالضبط؟ وهل سيتمكن الصحفي الذي تسرَّع في نشر الخبر الكاذب من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سُمعة القَس الشريف؟ هذا ما ستكشفه أحداث هذه القصة المشوِّقة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.