تدورُ أحداثُ هذه القصةِ حول مَقتلِ مليونيرٍ أمريكيٍّ كان مُتيَّمًا بأثرٍ قيمتُه كبيرةٌ جدًّا؛ وهو الكأسُ القِبطية. كان يَحتفظُ بالكأسِ في منزلِه الذي أحاطَه بكلِّ أشكالِ الحِراسة؛ إذ كان يَخشى سرقتَها، لكنَّه قُتلَ بطريقةٍ غريبةٍ لا تخطرُ على بالِ أحد. يُعرَضُ الأمرُ على «الأبِ براون» في أولِ زيارةٍ له للقارةِ الأمريكيةِ على أملِ أن يَتمكَّنَ من حلِّ اللغز. فهل يستطيعُ «الأبُ براون» أن يَفكَّ الخيوطَ المتشابكةَ للأحداثِ ويَتوصَّلَ إلى تفسيرِ طريقةِ القتلِ الغريبةِ التي استَخدمَها القاتلُ في الإجهازِ على ذلك المليونير؟ وما قصةُ السهمِ الذي أصابَ المليونيرَ في عُنقِه، ومِن أين جاء؟ هذا ما سنَعرفُه من خلالِ مُطالعتِنا هذهِ القصةَ المثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.