يَتوجَّه «فلامبو» و«الأب براون» إلى قلعةِ «جلينجايل» المَهيبةِ بِاسكتلندا لمُساعَدةِ المُفتشِ «كرافن» في التحقيقِ في المُلابَساتِ الغامضةِ لوفاةِ الإيرل «جلينجايل»؛ مالكِ القلعةِ الذي كانَ يَحيا حياةً مُنعزلةً ولم يَرَه أحدٌ من قبلُ سوى خادمِه الوحيدِ الصامتِ «إزرائيل جاو». حياةٌ غامِضة، وأدِلَّةٌ بلا دلالةٍ — هي كلُّ ما عَثروا عليه داخلَ القلعة — زادَتِ الأمورَ غُموضًا؛ أكوامٌ منَ النشوقِ مُبعثرةٌ في كلِّ مكان، ومجموعةٌ منَ الأحجارِ الكريمةِ دونَ حُليٍّ تُرصِّعُها، وشموعٌ دونَ شَمعدانات، ورَصاصُ أَقْلامٍ دونَ أَقْلام، وكُتبٌ دِينيةٌ نُزِعَ منها اسمُ الربِّ والهالةُ التي تُحيطُ برأسِ المَسيح. ماذا تَعني كلُّ تلكَ الأدِلَّةِ التي لا تفسيرَ لها؟ هل كانَ للإيرل الراحلِ مُمارَساتٌ غامِضةٌ دعَتْ لوجودِ هذهِ الأشياء؟ ولِمَ يَرفضُ «إزرائيل جاو» أنْ يَتكلَّم؟ لِمَ اختارَ سيدُه لنفسِه تلكَ الحياةَ المُنعزِلة؟ هل يَنجحُ «الأب براون» في إيجادِ حلٍّ لذلكَ اللُّغزِ الغريب؟ كلُّ ذلك وأكثرُ سنَعرفُه ضِمنَ أحداثِ هذه القصةِ المُثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.