في عالمنا هذا، ثَمةَ جرائمُ لا يملك القضاءُ أن يُصدِر فيها حُكمًا ناجزًا من أجل تحقيق العدالة، وأفعالٌ مُجرَّمة خسيسة لا تستطيع يدُ القانون الوضعي أن تمتدَّ إليها. وكان هذا هو المُبرِّر لنشأة «مجلس العدالة»؛ وهو جماعةٌ من أربعة رجال، ذوي فِكر ورأي ولا تُحرِّكهم العاطفة، اعتبروا أنفُسَهم أداةً مُنفِّذة لعدالة السماء على المجرمين الذين لا تملك عدالةُ الأرض أن تُعاقِبهم. كان شُغلُهم الشاغل هو إيقاع القِصاص العادل بمُنظَّماتٍ سِرية تريد أن تَعيثَ في الأرض فسادًا وفوضى، وتسعى لإسقاط النُّظم الحاكمة، دونَ اكتراثٍ بأي قوانين. وفي سبيل ذلك يستخدمون عبقريتهم، التي تُحيِّر أجهزة الشرطة. فهل ينجح «مجلس العدالة» في مَسعاه لرَأب الصدع في منظومة العدالة الأرضية، أم يَسقط أعضاؤه في يد الشرطة وفي يد زُعماءَ أشرارٍ لا يرحمون؟ هذا ما سنعرفه من خلال قراءة أحداث هذه القصة المثيرة.
إدجار والاس: كاتبٌ إنجليزي، عُرف بغزارة إنتاجه الأدبي، واشتُهر بكتاباته ذات الطابع البوليسي. وُلِد «ريتشارد هوراشيو إدجار والاس» بلندن عامَ ١٨٧٥، عاش طفولةً فقيرة، وترك المدرسةَ في الثانية عشرة من عُمره. انضمَّ إلى الجيش في الحادية والعشرين، وعَمِل مُراسلًا حربيًّا لحساب وكالة رويترز إبَّان حرب البوير الثانية. من أشهر أعماله: «مجلس العدالة»، و«لص الليل»، و«الأقفال السبعة»، فضلًا عن الكثير من القصص القصيرة المُسلسَلة، والمجموعات القصصية مثل «ساندرز أبو النهر»، وهو مبتكر شخصية «كينج كونج». تُوفِّي «والاس» عام ١٩٣٢.