طبَّقتْ شهرةُ السيدِ «برادلي كانينجهام ليتون» الآفاق، إلَّا أنَّها آفاقُ الجريمة. لقد اعترَفَ له ألدُّ أعدائِه ببراعتِه الشديدة، حتى إنَّ شُرطةَ سكوتلانديارد أثنَتْ على عبقريتِه الاستثنائيةِ في إخفاءِ أدلةِ إدانتِه. وبالرغمِ من سُمْعتِه السيئةِ هذه، كانت تُوجَّهُ إليه الدعوةُ لحضورِ حفلاتِ الطبقةِ الراقِية، ومنها حفلُ استقبالِ سفيرِ الولاياتِ المتحدةِ الذي عقدَتْه السيدةُ «فارون» ودَعَت إليه شخصياتٍ مرموقةٍ للغاية، ومِن ثمَّ كانَ عليها أنْ تتأنَّقَ وترتديَ أثمنَ مجوهراتِها؛ العِقدَ الشهيرَ الذي تُقدَّرُ قِيمتُه بـأربعينَ ألفَ جنيهٍ إسترليني. ووسطَ هذا الحفلِ وفي غَمضةِ عين، اختفى العِقدُ أثناءَ تعثُّرِ السيدةِ «فارون» وهيَ ترقُصُ معَ السَّفِير. واجَهَ رجالُ شرطةِ سكوتلانديارد صعوبةً في حلِّ لغزِ اختفاءِ العِقد؛ ما اضطرَّهُم إلى الاستعانةِ بالمحقِّقِ العبقريِّ الذي يُطلَقُ عليهِ لقبُ «آلة التفكير». كيفَ استطاعَ أنْ يُدينَ السيدَ «ليتون» في هذهِ القَضية؟ وهل أُلقِيَ القبضُ عليه أمِ استطاعَ الإفلاتَ من قَبضةِ الشُّرطةِ كعادتِه؟ هذا ما سنَعرفُه من خلالِ أحداثِ القِصةِ المُثِيرة!
جاك فوتريل: كاتِبٌ أَمرِيكيٌّ وُلِدَ عَامَ ١٨٧٥م فِي مُقاطَعةِ بايك بجُورجِيا، ومَاتَ عَامَ ١٩١٢م فِي شَمالِ الأَطلنْطِيِّ فِي مَأْساةِ غَرقِ البَاخِرةِ تيتانيك. بَدأَ فوتريل حَياتَهُ المِهنيَّةَ فِي سِنِّ الثَّامِنةَ عَشْرَة، عِندَما حَصلَ عَلى وَظِيفةٍ فِي مَجلَّةِ «ذي أتلانتا جورنال». فِي العَامِ التَّالِي، عَمِلَ فِي صَحِيفةِ «ذا بوسطن بوست»، لَكِنَّه عَادَ بَعدَ مُدَّةٍ قَصِيرةٍ إِلى مَجلَّتِه الأُولَى، حَيثُ أَنْشأَ أوَّلَ قِسْمٍ لِأَخْبارِ الرِّياضةِ بِها. انْتَقلَ جاك إِلى صَحِيفةِ «ذا نيويورك هيرالد»، وبَعدَها بوقْتٍ قَصِيرٍ بَدأَ فِي كِتابةِ القِصَصِ البُولِيسيَّة، وفِي عامِ ١٩٠٢، قَبِلَ مَنصِبَ مُدِيرِ مَسْرحٍ جوَّالٍ صَغِيرٍ في مَدِينةِ ريتشموند بوِلايةِ فرجينيا، حَيثُ كَتبَ عِدَّةَ مَسْرحيَّات، واشْترَكَ بالتَّمثِيلِ بِها. بَعدَ عامَيْنِ قَضاهُما فِي المَسْرَح، انْضَمَّ إِلى الطَّاقِمِ التَّحرِيريِّ لجَرِيدةِ «بوسطن أمريكان»، وفِي تِلكَ الفَتْرة، بَدأَ يَكْتبُ سِلْسلةً مِنَ القِصَصِ بَطَلُها شَخْصيَّةٌ تُدْعَى «آلةَ التَّفْكِير»؛ وهُوَ اسْمٌ لمُخْبرٍ سِريٍّ ظَهرَ فِي أَكْثرَ مِن أَرْبعِينَ قِصَّةً مِن قِصَصِه، كَما نُشِرَتْ لَه عِدَّةُ قِصَصٍ فِي الجَرِيدة. أصْبَحَ جاك رِوائِيًّا مَعْروفًا وبَارِزًا فِي أَوائِلِ القَرْنِ العِشْرِين.