اشتُهر آل «ماونت إيجل» بولعهم بالثقافات والمعتقدات الشرقية، واتَّفق الجميع على أن حفل «مالوود آبي» الخيري الذي استضافته الليدي «ماونت إيجل» كان مسليًا وممتعًا للغاية؛ حيث وُجِدت به الألعاب والأرجوحات والعروض الترفيهية التي استمتع بها الضيوف كثيرًا، إلى جانب الأعمال الخيرية التي كانت هي الغاية الرائعة من هذا العمل. وأثناء هذا التجمع في قصرهم الذي يُشبه أحد الأديرة القُوطية، دعت الليدي «ماونت إيجل» واحدًا من أشهر المُنجمين الهنود، يُدعى «سيد الجبل»، ليُقدِّم عروضه، كما دعت «الأب براون» لتسأله عن رأيه في التنجيم. وكان من بين الحضور بعض أقاربها وأصدقائها، وأثناء مشاهدة ضيوف الليدي لمقتنيات زوجها «اللورد ماونت إيجل» من التحف الشرقية النادرة، سُرقت ياقوتة «قمر ميرو الأحمر»، وهي أغلى مقتنياته من حيث القيمة المادية. اتَّهم الجميعُ المُنجم الهندي «سيد الجبل»، وعلى الرغم من عدم إنكاره، فإن «الأب براون» كان له رأيٌ آخر كالمعتاد. فإلى أي مدًى يمكن أن يصل الخداع؟ وما الاستنتاج الذي تَوصَّل إليه «الأب براون»؟ ومَن يكون السارق الحقيقي؟ هذا ما سنعرفه من خلال قراءة هذه القصة المثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.