كانَ الدكتور «هيرش» عالِمًا فرنسيًّا كبيرًا يشتهرُ بأفكارِه الجريئةِ ونزعتِه للسِّلمِ ونزعِ السلاح. دعَمتْه الحكومةُ الفرنسيةُ وساعَدتْه في إخفاءِ سرِّ اختراعِه الجديد، لكنْ بعدَ ظهورِ ورقةٍ يُزعَمُ أنَّها بخطِّ يدِه وأنَّ بها تعليماتٍ للوصولِ إلى التركيبةِ الكيمائيةِ لهذا الاختراع، بدأَتِ الشكوكُ تثورُ حولَه. وقفَ ضابطٌ فرنسيٌّ خارجَ منزلِ الدكتور «هيرش» ومعَه تلك الورقة، وهو يزعمُ أنَّه جاسوسٌ ألماني، ويدعوه للردِّ على هذا الاتهامِ أو قبولِ المبارَزة. وكالعادةِ وجدَ «الأبُ براون» نفسَه في مسرحِ الأحداثِ أثناءَ وجودِه في فرنسا. فيا تُرى أكانَ الدكتورُ «هيرش» وطنيًّا أم خائنًا؟ وهل ستَجري المبارَزةُ أم لا؟ وهل سيتمكَّنُ «الأبُ براون» من كشفِ اللثامِ عن حقيقةِ الأمر؟ هذا ما سنتعرَّفُ عليه من خلالِ أحداثِ القصة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.