حل «الأب براون» ضيفًا على صديقه «فلامبو» بعد فراق طويل بينهما، وتعرَّف على أسرته التي أنشأها بعد أن تقاعد منذ فترة طويلة، واكتفى بالعيش في ضيعة إسبانية ورعاية الماشية وممارسة الصيد. وفي الليلة الثالثة من إقامته هناك، عرَّفه «فلامبو» بجاره الرحالة الأمريكي الذي كان قد سمع عن القَس من قبلُ وعن براعته الفائقة في حل القضايا المعقدة، فانتهز فرصة مقابلته ليسأله عن سر هذه البراعة في فك طلاسم جرائم القتل، ومعرفة هُوية القتلة والكيفية التي ارتكبوا بها جرائمهم، لكنه فوجئ حين قال له «الأب براون»: «أنا مَن قتل كل هؤلاء.» فما الذي قصده «الأب براون» بتلك الكلمات؟ وهل سيبوح بسر براعته؟ وما هذا السر يا تُرى؟ هذا ما سنعرفه من خلال سطور هذه القصة المثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.