تُعَدُّ هذه أوَّلَ قصةٍ في أدبِ القصصِ البوليسيِّة الحَديث، وتُقدِّمُ لنا لأولِ مرةٍ شخصيةَ الفارسِ الفرنسيِّ «سي أوجست دوبان» التي أصبحَتْ لاحقًا الأساسَ الذي قامَتْ عليه شخصياتٌ أُخرى شَهِيرة، كشَخصيةِ المُحقِّقِ «شيرلوك هولمز» التي قدَّمَها «آرثر كونان دويل». يُقابِلُ الراوِي المجهولُ الفارسَ «دوبان» في باريس، ويُحاوِلانِ معًا حلَّ لغزِ جريمةِ قتلٍ مُزدوَجةٍ مُروِّعةٍ وقعتْ في شارعِ «مورج» وراحَ ضحيتَها سيدةٌ وابنتُها. وُجِدتْ جثةُ السيدةِ مُلْقاةً في الباحةِ الخلفيةِ لمَنزلِها وقد قُطِعَ رأْسُها وتحطَّمَتْ عِظامُها، بينَما وُجِدتْ جثةُ الفتاةِ محشورةً رأسًا على عَقِبٍ في مدخنةِ المَنزل. يَسْتجوبُ «دوبان» عددًا مِنَ الشُّهود، ويَزورُ مَسرحَ الجريمةِ ليَجِدَ دليلًا يَجعلُه يظنُّ أنَّ القاتلَ غيرُ آدمي، ويُحاوِلُ بذكائِه الشديدِ وخيالِه المُبدعِ كشْفَ هُوِيَّتَه. فهل يُمكِنُ حقًّا أنْ يكونَ القاتلُ غيرَ آدمي؟ وهل سيَنجحُ «دوبان» في حلِّ هذِهِ القضيةِ العَجِيبة؟ اقْرأ القِصةَ واستمتعْ بالأحداثِ المُثِيرة.
إدجار آلان بو: شاعِرٌ وقصصيٌّ أمريكيٌّ شَهِير. امتَلَكَ مَوْهبةً شِعْريَّةً وأَدبيَّةً فَذَّة؛ فقَدْ بَدأَ قِراءةَ الشِّعْرِ وكِتابتَهُ وهُوَ فِي الخامِسةِ مِن عُمْرِهِ مِمَّا أثارَ دَهْشةَ مُعلِّمِيه، وطَوالَ حَياتِهِ كانَتِ الكِتابةُ مَلاذَهُ ومَلْجأَهُ مِنَ المُشْكلاتِ الكُبْرى الَّتِي عاشَها. بَدأَ بنَشْرِ شِعْرِهِ مُنذُ كانَ مُجنَّدًا وذلِكَ تَحتَ اسْمٍ مُسْتعارٍ هُوَ «آلان بيري»، ثُمَّ تَوالَى إِنْتاجُهُ الأَدَبي. وبجانِبِ شِعْرِهِ كانَ صاحِبَ إِنْتاجٍ قصَصيٍّ مُميَّزٍ جَعلَهُ أبًا مُؤسِّسًا لِمَا عُرِفَ ﺑ «أَدَب الرُّعْبِ القُوطي» الَّذي حَفلَتْ قِصصُهُ بالفَظائِعِ والمَخاوفِ الَّتي عَكسَتْ طَبِيعتَهُ الحَزِينةَ المُتشائِمة. تُوُفِّيَ «بو» فَقِيرًا مَدِينًا عَنْ أَرْبعِينَ عامًا في عامِ ١٨٤٩م، بعْدَ عامَيْنِ مِن وَفاةِ زَوْجتِهِ الشابَّةِ الَّتي أحَبَّها بشِدَّةٍ وآلمَهُ عَدمُ تَمكُّنِهِ مِنَ الوَفاءِ بنَفَقاتِ عِلاجِها.