يتولى السيد «ماندون مانديفيل» إدارة أحد المسارح الصغيرة التي تُقدِّم عروضًا تمثيلية صامتة، ولكنه اضطُر مؤخرًا إلى المغامرة بتقديم مسرحيات كلاسيكية أكثر جدية، وأنفق على ذلك مبلغًا كبيرًا من المال. كانت زوجته تشارك في عروضه المسرحية هذه، لكنها لم تكن تكفُّ عن الشكوى إلى العاملين بالمسرح من أنها جديرة بأدوارٍ أفضل وأعظم تتناسب مع موهبتها الكبيرة. وفي ليلةٍ كانت الفرقة تتدرب فيها على أحد العروض المسرحية التي كانت تُشارك فيها زوجة السيد «مانديفيل»، عُثر على جثته مُلقاةً في غرفته الخاصة أسفل كواليس المسرح. كان «الأب براون» قد حضر إلى المسرح من أجل إقناع الآنسة «ماروني» — بطلة العرض المسرحي، والتي كانت أيضًا إحدى المترددات على كنيسته — بالخروج من الغرفة التي حَبست فيها نفسَها من أجل أداء دورها. فهل سيتمكن «الأب براون» من كشف مُلابسات هذه الجريمة ومعرفة القاتل الحقيقي، على الرغم من أن كلًّا من الممثلين المشتبَه بهم كانت لديه حُجة غياب عن مكان الجريمة؟ هذا ما سنعرفه من خلال متابَعة أحداث هذه القصة المثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.