يقع منزل الأدميرال السير «مايكل كرافن» على شاطئ البحر، وهو منزل تَغشاه مظاهر الغنى والتَّرف؛ حيث يحيا أفراده حياة هادئة مُنعَّمة؛ ولا سيما ابنة الأدميرال الشابة «أوليف»، تلك الفتاة الرومانسية الحالمة، التي يقع في حبها شابَّان؛ أحدهما سكرتير الأدميرال، والآخر ضابط بحري يعمل معه على سفينته، إلا أن كلًّا منهما ينظر إليها بمنظور مُناقض تمامًا للآخر. وقد كانت الأقدار تُخبئ لها مصيرًا مُغايرًا؛ فذاتَ ليلةٍ عُثر على جثة الأدميرال في بِركةٍ خضراء راكدة بجوار الشاطئ، وبموته تتوالى المصائب؛ حيث يعلن محامي العائلة إفلاسَ الأدميرال أيضًا. فهل غرق الأدميرال حقًّا؟ وهل ما حدث هو تغيُّر في قَدَر الفتاة إلى الأسوأ؟ تُرى هل يستطيع «الأب براون» بنفاذ بصيرته المعتاد أن يكشف حقيقة الأمر، ويُرشد الفتاة إلى المصير الأفضل؟ هذا ما سنعرفه من خلال قراءة هذه القصة المثيرة.
جِلبرت كيث تشسترتون: وُلِدَ جلبرت كيث تشسترتون في لندن عامَ ١٨٧٤، وكانَ من بينِ اهتماماتِه الكثيرةِ النقدُ الأدَبي، والصَّحافة، والدراما، والخَطابة، والفَلْسفة. تميَّزَ تشتسرتون بأعمالِه الروائيَّةِ الرائِعة، وأَشْهرُها سلسلةٌ مِنَ القصصِ البوليسيةِ القصيرةِ بطَلُها واحدةٌ من الشخصياتِ الخالدةِ في أدبِ القرنِ العشرين؛ وهي شخصيةُ «الأب براون»؛ الكاهنِ الرومانيِّ الكاثوليكيِّ القصيرِ المستديرِ الوجه، والمحقِّقِ الهاوي، الذي يعتمدُ في حلِّ الألغازِ وكشْفِ غموضِ الجرائمِ والقضايا على حَدْسِه وفَهْمِه العميقِ للطبيعةِ البشريَّة، وقُدْرتِه على رؤيةِ الشرِّ في النفوس، وملاحظةِ التفاصيلِ الدقيقة. كما أنه يُمارِسُ دوْرَه بصفتِه قَسًّا بمساعدةِ المجرِمِينَ على الاعترافِ والتَّوْبة. وقد ظهَرَ «الأب براون» في أكثر من ٥٠ قصةً قصيرةً نُشِرتْ في الفترةِ بينَ ١٩١٠ و١٩٣٦.