«هناك أمرٌ على جانب كبير من الأهمية، وهو أن دستويفسكي أحبَّ وللمرة الأولى امرأةً مريضة، مُنهَكة القوى، انهالت عليها الحياة بالضربة تِلو الأخرى؛ امرأةً فقيرة مُعدِمة، كُتب عليها الجنون والموت.»تربَّع «دستويفسكي» على عرش الأدب، لكنَّ حياته الخاصة كانت أقسى ممَّا يُمكِن أن يعيشه إنسان، أمَّا حياته العاطفية التي بدأت في وقت مُتقدِّم من حياته، فكانت سلسلةً لا نهاية لها من الآلام؛ إذ إن انشغالَه بالأدب في شبابه جعَله ينصرف عن حياته العاطفية، وهو ما دفع ثمنه باهظًا على حدِّ قول زوجته الثانية «أنَّا جريجوريفنا». يُسلِّط هذا الكتاب الضوءَ على النساء اللاتي دخلنَ حياة «دستويفسكي»، واللاتي تنوَّعن في الشخصيات والخِصال إلى حدٍّ بعيد؛ فكانت منهن الفقيرة البائسة، والأرستقراطية، والكاتبة، وغيرهن من نساء روسيا في القرن التاسع عشر، وقد تزوَّج منهن اثنتين هما: «ماريا ديمترييفنا»، و«أنَّا جريجوريفنا» التي عاش معها قصةَ حب عظيمة. وقد انعكست تجاربه العاطفية وما رافَقها من حالةٍ نفسية على أعماله الأدبية؛ مثل: «مُذلُّون ومُهانون»، و«المُقامِر»، وغيرهما.
ليونيد جروسمان: أديب وناقد ولُغَوي روسي. وُلد في ١٢ يناير ١٨٨٨م بالإمبراطورية الروسية، لأبٍ يعمل طبيبًا. تخرَّج من كلية الحقوق عام ١٩١١م، ثم بدأ في سلك التدريس. ومن أبرز المهام التي تولَّاها عملُه أستاذًا في معهد موسكو للأدب والفنون بدايةً من عام ١٩٢١م، كما عمل لاحقًا سكرتيرًا علميًّا للقسم الأدبي بأكاديمية الدولة للفنون، في قسم الأدب والفن في دار النشر الحكومية. اهتمَّ بالسِّيَر الذاتية لأعلام الأدب والشعر؛ فتناوَل حياة «دستويفسكي» بالبحث والدراسة، وأصدَر عنه عِدَّة كتب منها: «نساء في حياة دستويفسكي»، و«حياة دستويفسكي»، و«بلزاك ودستويفسكي»؛ كما تناوَل شخصية الشاعر الروسي الشهير «بوشكين» وسرَدَها في كتابه الشهير «ألكسندر سيرجيفيتش بوشكين: سيرة شخصية»، إلى جانب كتابَيه «بوشكين في كراسي المسرح»، و«رسائل نسائية إلى بوشكين». تُوفِّي «جروسمان» في ١٥ ديسمبر ١٩٦٥م.