هذه الصفحات تُقدِّم لنا تاريخًا وجيزًا وحصيفًا لحياةِ أحد أبرز الزعماء المصريين في بدايات القرن العشرين؛ إنه زعيم الأمة «سعد زغلول». كان «سعد زغلول» — ولا يزال — من أبرز الشخصيات التي تركت أثرًا جليًّا في التاريخ السياسي المصري، وكانت لحظةُ فِراقه الحياةَ لحظةً أليمة آلمَت قلوبَ المصريين، لكن على الرغم من فَناء جسده، فإن اسمَه وجهادَه الوطني الجليل لا يزالان خالدَين في ذاكرة التاريخ. وهذا الكتاب المهمُّ المليء بالحكايات والنوادر، أراد مُؤلِّفه «كريم خليل ثابت» أن ينشره تخليدًا لذكرى هذا الزعيم الراحل؛ وفيه يُطلِعنا على حياته الخاصة، فيُحدِّثنا أولًا عن نشأته وتعليمه في قرية «أبيانة»، ثم يأخذنا في جولةٍ سريعةٍ داخل بيته الذي سُمي «بيت الأمة»، فيصف محتوياته وصفًا دقيقًا، وبعدها يُحدِّثنا عن حياته في مالطة وعدن وجزيرة سيشل، وعن سِمات شخصيته وعلاقته مع أصدقائه، وغير ذلك الكثير مما لم نعرفه عن «سعد زغلول» من قبل.
كريم خليل ثابت: صحفي مصري وأحد مُؤسِّسي جريدة «المصري»، ومستشارُ الملك «فاروق» الإعلامي. وُلد «كريم خليل ثابت» لأسرةٍ شامية كانت قد هاجرت إلى مصر واستقرت بها، والِدُه هو «خليل ثابت» الصحفي المعروف ورئيس تحرير جريدة «المقطم». تدرَّج «كريم خليل ثابت» في التعليم حتى تخرَّج وعمل صحفيًّا ﺑ «الأهرام»، ثم استقال بصحبة الصحفيَّين الشهيرَين «محمد التابعي» و«محمود أبو الفتوح» وأسَّسوا جريدة «المصري». عمل فترةً رئيسًا لتحرير جريدة «المقطم»، ثم اختاره الملك «فاروق» مستشارًا إعلاميًّا له على الرغم من موقفه من الاحتلال الإنجليزي، وذلك منذ عام ١٩٤٢م حتى قيام ثورة يوليو ١٩٥٢م. عقِبَ قيام الثورة سُجِن «كريم خليل ثابت» عدة سنوات على خلفيةِ تَقاضيه مبالغَ ماليةً غير معلومة المصدر، وكتب خلال سنوات سجنه مذكراته الشخصية التي تحكي أسرارَ القصر الملكي وخفاياه خلال فترة عمله به. تُوفِّي «كريم خليل ثابت» عام ١٩٦٤م، ولم تُنشر مذكراته إلا أواخر القرن العشرين.