«الجيلُ الرائع هو جيل الستينيات. والصفة ليست بالضرورة صادقةً إلا لمَن رآها كذلك. وقد اخترتُها لتُقابِل العبارةَ الشهيرة «الجيل الضائع»، التي أطلقَتها جرترود شتاين على جيل هيمنجواي في العشرينيات من القرن الماضي.»يفتَح لنا «ماهر البطوطي» نافذةَ حياته على مِصراعَيها، لنَلِج في أعماقها، فنجد بُستانًا فضاؤه الثقافةُ والإبداع، وأشجارُه الكتب، وفروعُه الأدب، وثمارُه حياةٌ مُزهِرة؛ حياةٌ ينتمي صاحبها إلى جيل الستينيات الذي سمَّاه الجيلَ الرائع؛ فهو جيلٌ مُحِب للتجديد والتجريب، ومرتبط بأفكارٍ أيديولوجية معيَّنة، ومستغرِق في عِشق الذات إلى حدِّ النَّرجسية، ومُولَع بالسفَر والتَّرحال. في هذا الكتاب يؤرِّخ «البطوطي» لهذا الجيل سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، هذا الجيل الذي عاصَر أفرادُه أحداثًا جسيمة في تاريخ وطنهم والعالَم أجمع.
ماهر البطوطي: مُترجِم الروائع الأدبية. وُلد «ماهر البطوطي» في محافظة طنطا، وانتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية؛ حيث درس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة. شغلت الترجمة حيزًا كبيرًا من حياته؛ حيث عمل ملحقًا ثقافيًّا في إسبانيا، وهو ما أتاح له الاطِّلاع على الآداب الإسبانية. ثم انتقل إلى نيويورك منذ عام ١٩٧٨م، حيث عمل مترجمًا ومحررًا في الأمم المتحدة، حتى تَقاعَد. تَنوَّع إسهامه الأدبي ما بين الترجمة والتأليف، فتَرجَم عن «فدريكو جارسيا لوركا»، و«ميجيل أنخيل أستورياس»، و«نيرودا»، و«جيمس جويس»، فضلًا عن مؤلَّفاته التي أَثْرت المكتبة العربية، ومنها مذكراته «الجيل الرائع: وقائع حياة بين الكتب والفن»، وكتابه «قاموس الأدب الأمريكي»، و«الرواية الأم» الذي تَعرَّض فيه ﻟ «ألف ليلة وليلة» التي تأثَّر بها الكثير من الآداب العالمية. يقول «ماهر البطوطي» عن الترجمة إنه يترجم ما يحب؛ لذا فإن ترجماته لها صدًى كبير في نفوس القراء، ولا يزال قادرًا على إثراء الحياة الأدبية والثقافية بما يكتبه ويترجمه.