الكتابُ الذي بين أيدينا يحوي بين طياته سيرةَ حياة الأمير «عمر طوسون»، الذي يُعَد أحد أبرز أمراء مصر في القرن العشرين. كانت حياة الأمير زاخرةً بالأعمال الخيرية والمجهودات الحثيثة التي قام بها في سبيل الارتقاء ببلاده اجتماعيًّا واقتصاديًّا، ولا سيما في المجال الزراعي، كذلك النهوض بالحركة الوطنية المصرية؛ حيث دعا إلى تأليف الوفد المصري لحضور مؤتمر الصلح بباريس، فضلًا عن المساعداتِ الجليلة التي قدَّمها للدولة العثمانية في حربَي طرابلس والبلقان، وسعيِه لتوثيق العلاقات مع السودان الذي عدَّه امتدادًا طبيعيًّا لمصر، وإلى جانب هذا كله استطاع الأمير أن يُثري المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التاريخية الهامَّة، وكذلك الدراسات البحثية التي شارك بها في كثيرٍ من الجمعيات الأدبية، والتي غدت موضع اهتمامِ كثيرين من مُعاصريه ومَن أتى بعدهم.
قليني فهمي باشا: أديبٌ وسياسيٌّ قبطيٌّ شهير، وُلد في قرية «نزلة الفلاحين» بمحافظة المنيا بصعيد مصر في عام ١٨٦٠م، وتلقَّى تعليمه الأوَّلي بالقرية، ثم سافر إلى القاهرة ليُكمل تعليمه هناك، وبعد أن انتهى من تعليمه عمل بوظائف إدارية بالقاهرة، وصار أحد النُّخب القبطية الهامَّة، أيضًا وضع بعض الكُتب الأدبية والسياسية الصغيرة؛ مثل «أعمال الملوك» و«الأمير عمر طوسون» و«مذكرات قليني فهمي» وغيرها. تُوفِّي بمدينة «مغاغة» عام ١٩٥٤م.