هو الصوفيُّ الأكثر إثارةً للجدل في التاريخ الإسلامي، والأعمق أثرًا، فكان وسيظلُّ «الحلاج» نموذجًا لافتًا في تاريخ الإنسانية، يقف أمامه الكثيرون من الباحثين عن معنى الحب الإلهي، والمتأملين في فلسفته التي تُعدُّ صفحةً مشرقةً من صفحات التراث الإنسانيِّ، وتدين بالفضل لفيلسوفٍ وشاعرٍ عربيٍّ مسلمٍ، استطاع باتساع أفقه أن يقفز على أسوار المذهبية والطائفية، ويجعل من مأساته الخاصة موردًا عذبًا تنهل منه العقول والقلوب في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ أحرار العالم الذين يحلِّقون بأرواحهم وأذهانهم في سماءات الحرية. ويُعدُّ الحلاج أحدَ أهمِّ أقطاب التصوُّف الإسلاميِّ الذين اصطدموا بالسلطة الحاكمة الغاشمة، ودفعوا حياتهم ثمنًا لصدقهم.
طه عبد الباقي سرور: كاتبٌ وباحثٌ مِصري، اهتمَّ بالتنقيبِ في تاريخِ التصوُّفِ الإسلامي، وألَّفَ فيهِ العديدَ من الكتبِ التي عُنِيَ فيها بدراسةِ أعلامِ المُتصوِّفين، فجاءتْ كتُبُه محيطةً ومُدقِّقةً وغنيةً في بابِها. من مؤلَّفاتِه: «الغزالي»، و«شَخْصيات صوفية»، و«من أعلامِ التصوُّفِ الإسلامي»، و«الحسين بن منصور الحلَّاج شهيدُ التصوُّف الإسلامي»، و«رابعة العدويَّة والحياةُ الرُّوحيةُ في الإسلام»، و«مُحيي الدين بن عربي»، و«أبو عبيدة بن الجراح»، و«الشعرانيُّ والتصوُّفُ الإسلامي»، و«دولةُ القرآن»، و«خديجةُ زوجةُ الرسول»، و«جمال عبد الناصر: رجلٌ غيَّرَ وجهَ التاريخ»، و«أبو القاسم الشابي: شاعرُ الشبابِ والحرية». تُوفِّيَ بالقاهرةِ عامَ ١٩٦٢م.