ستظل شخصية الزعيم السوفييتي «جوزيف ستالين» محاطة بهالة من الرهبة والغرابة؛ فهذا الرجل (جورجي الأصل) استطاع أن يصنع من «الاتحاد السوفييتي» قوة دولية عُظمى يحسب لها الجميع ألف حساب؛ فمن مجتمع زراعي متخلف إلى دولة صناعية كبرى تُسهم بنصيب وافر من الإنتاج العالمي؛ ومن دولة مهلهلة الجيش يتمرد جنودها على ضباط القيصر، إلى قوة عسكرية نووية يخطب الجميع ودها وتسعى الدول للتحالف معها. ولكن تحصيل هذه القوة استلزم من ستالين قرارات قاسية تسببت في إزهاق آلاف مؤلفة من الأرواح الروسية في حملاته التطهيرية الشهيرة، وكذا معسكرات العمل الجماعي القسري غير الإنسانية، ولكن يظل المثير في أمره أنه كان محبوبًا إلى درجة العبادة؛ فلقد رأى معظم الروس فيه بطلًا أسطوريًّا صنع مجد الاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية.
فرج جبران: كاتِبٌ وصَحَافيٌّ ومُتَرجِم، كانَ يَعمَلُ مَوظَّفًا حُكُومِيًّا في دِيوانِ المُحاسَبةِ بالقاهِرة، ولكِنَّهُ كانَ يَهوَى الصَّحافةَ والأَدَب. اشتَرَكَ فرج جبران في إِصْدارِ مَجلَّةِ «الشُّعلَة» معَ «محمد علي حماد»، واشترَكَ في تَحْريرِ «آخِر سَاعَة» مُنْذُ نَشْأتِها، وتَرجَمَ كَثِيرًا مِنَ القِصَصِ والرِّواياتِ عَنِ اللُّغَةِ الفَرَنسيَّة، ثُمَّ اتَّجهَ بعْدَ الحرْبِ العالَميَّةِ الثانِيةِ إِلى الرِّحلاتِ والكِتابةِ عَنِ الطَّرائِفِ والغَرائِبِ فِي البِلَادِ الَّتي يَزُورُها، حتَّى لقِيَ حَتْفَه فِي إِحْدى الطَّائِراتِ بعْدَ إِقْلاعِها مِن إيطاليا فِي طَرِيقِها إِلى القاهِرةِ عامَ ١٩٦٠م؛ حيْثُ اخْتَفتِ الطَّائِرةُ فوْقَ البَحْرِ الأَبْيضِ المُتوسِّطِ ولَمْ يُعثَرْ لَها أَوْ لِرُكَّابِها عَلى أَثَر. تَرَكَ جبران مُؤلَّفاتٍ ومُترجَماتٍ عِدَّة، مِن بَيْنِها: «غَرَام المُلُوك»، و«تَعالَ مَعِي إِلى أُورُوبا»، و«ابْن بَطُّوطةِ الثَّانِي»، وغَيْرُها. وقَدْ كانَتْ وَظِيفتُه الحُكوميَّةُ تُلزِمُه بعَدمِ التَّوْقِيعِ باسْمِهِ فِي بَعْضِ الأَحْيان، فاخْتارَ لنَفسِهِ اسْمًا مُسْتعارًا هُوَ «فَجْر»؛ وهُوَ مُشتَقٌّ مِن اسْمِهِ الكامِل.