تاريخ هنيبال

تاريخ هنيبال

تاريخ هنيبال

نعوم مكرزل

٤٥,٠٥١ كلمة

«كان «هنيبال» قائدًا قرطجنيًّا أحرَز شهرتَه الطائرة كأعظم الكُماة بتهالُكه في محارَبة الرومانيين، ومن المعلوم أن رومية وقرطجنة نشأتا معًا على جانبَين متقابلَين من بحر الروم، وظلت الحروب الطاحنة مُستعِرة الضِّرام بينهما مدة مائة سنة. وعدد الحروب التي نشبت بينهما ثلاثٌ خرجت رومية من ساحاتها ظافرةً منتصرة في آخِر الأمر، ودكت قرطجنة إلى أساساتها.»اختلف المؤرِّخون والكُتاب، على مر العصور، في وصف «هنيبال»؛ ذلك القائد الفينيقي الذي وُلد في «قرطاج» بتونس، والذي يُعَد أكبر قائد حربي في التاريخ، حتى إن القادة الحربيين يقتبسون من حروبه حتى الآن الكثيرَ من التكتيكات العسكرية. في هذا الكتاب يكشف المؤرِّخ الأمريكي «جاكوب أبوت» خبايا حياة ذلك القائد الملهِم، جامعًا كل ما قيل عنه قديمًا وحديثًا بكل حيادية، نافيًا أحاديث المؤرخين الخرافية التي احتوت على الكثير من الشطط والتزييف، والتي أَضفَت على هذا الرجل هالةً أسطورية رسمت له صورة ذهنية يبدو فيها سفَّاحًا متعطشًا للدماء. ومن هنا يهدف هذا الكتاب إلى بلوغ الحقيقة مجرَّدةً من المبالَغات المجحِفة في حقِّ مَن يَعُده الكاتب أعظمَ قائد في التاريخ.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب

صدر هذا الكتاب عام عام ١٩٢٣.

محتوى الكتاب

إلى القارئ الحرب القرطجنية الأولى هنيبال في ساغونتوم افتتاح الحرب القرطجنية الثانية عبور نهر الرون هنيبال يجتاز جبال الألب هنيبال في شمالي إيطاليا جبال أبنين المتسلط المطلق فابيوس معركة كانيه سيبيو هنيبال شريد طريد ومنفي تدمير قرطجنة

عن المؤلف

نعوم مكرزل: صحفيٌّ وشاعر ومفكِّر لبناني بارز، نالت كتاباتُه عن المارونية شُهرةً واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية. وُلد «نعوم أنطون مكرزل» عام ١٨٦٤م في بلدة فريكة في متصرفية جبل لبنان، التي لم تكن تَتبع الإمبراطوريةَ العثمانية، وهو ينتمي إلى عائلةٍ مارونية كاثوليكية، وكان والِداه من الشخصيات المؤثِّرة في الشئون الإدارية والسياسية المحلية. بدأ تعليمَه بمدرسة الحكمة المارونية، وأنهاه في كلية القديس يوسف في بيروت. رحل إلى القاهرة بعد تخرُّجه حيث درَّس الأدبَ في الكلية اليسوعية، ثم عاد مرةً أخرى إلى بلدته بعد عامٍ واحد، فأسَّس فيها مدرسةً داخلية عام ١٨٨٦م، لكنه لم يَبقَ في لبنان طويلًا، فبعد مرور عامَين قرَّر الهجرةَ إلى الولايات المتحدة الأمريكية برفقة اثنين من أقاربه، هما «عبده الريحاني» و«أمين الريحاني»، وهناك عمل «مكرزل» مدرِّسًا للُّغة الفرنسية في كلية «سانت فرانسيس كزافييه» في مانهاتن، إلى جانب عمله محاسِبًا في العديد من الشركات. عمل أيضًا في الصحافة؛ حيث أصدَر في الولايات المتحدة جريدتَه اليومية «العصر»، لكنها توقَّفت عن الصدور بعد عامٍ واحدٍ من تأسيسها، وبعد سنواتٍ عاد إلى لبنان عامَ ١٨٩٢م، لكن واجَهَته فيها قضيةٌ كبيرة أَساءَت إلى سُمعته، فاضطرَّ حينَها للهرب إلى الولايات المتحدة مرةً أخرى، وفورَ وصوله إليها أصدَر جريدتَه الثانية «الهدى» عام ١٨٩٨م، وأصبحَت بعد فترةٍ وجيزة من أبرز الصحف اليومية العربية في الولايات المتحدة، وكان ينشر بها آراءَه في السياسة المارونية والقومية اللبنانية، وقد تناوَلت هذه الجريدة بالأخص أحوالَ مُهاجِري بلاد الشام العرب، والسياسة العثمانية في بلاد الشام، والأحوال السياسية في لبنان، وظلَّ «مكرزل» رئيسًا لهذه الجريدة حتى وفاته، ثم تولَّى أخوه رئاستَها. عُيِّن «مكرزل» عامَ ١٩١١م رئيسًا دائمًا لرابطة التقدُّم اللبنانية، وهي منظَّمة مارونية كانت تهدف إلى تعزيز الموارنة المدعومين من فرنسا في لبنان. من مؤلَّفاته «مصباح الأفراح»، و«مختارات الخواطر»، و«مِن القلب إلى القلب»، فضلًا عن مقالاته السياسية. تُوفِّي «نعوم مكرزل» عام ١٩٣٢م في باريس، ثم نُقِل جثمانه إلى لبنان حيث دُفِن في مسقط رأسه.