خلَّفَ الإمامِ الصوفيِّ «عبد الوهاب الشعراني» أكثرَ من خمسينَ مؤلَّفًا في مجالاتٍ شتَّى، وذلك إنْ دلَّ فإنَّما يدلُّ على عُمقِ دراستِه، وتوسُّعِ معرفتِه، لا على ضَعفِ حجَّتِهِ ولا ضيقِ أفقِهِ كما اتَّهمَهُ البعض. هذا ما ذكرَهُ «طه عبد الباقي سرور» في مؤلَّفِه الذي يسرُدُ فيه تفاصيلَ حياةِ «الشعراني» ونشأتِه، ويدحضُ بعضَ التُّهمِ التي وُجِّهتْ إليه، وبعضَ الإشاعاتِ التي دارتْ حوْلَهُ وشكَّكتْ في عُمقِ إيمانِه، وصدقِ نيَّتهِ، بالإضافةِ إلى الخصالِ الحميدةِ التي أبرزَها في شخصيةِ «الشعراني»، وشغفِهِ بالطريقةِ «الصوفية»، وتأثُّرِهِ بشيوخِ الطريقة. كما خصَّصَ المؤلِّفُ فصلًا من كتابِهِ للتعريفِ بالتصوفِ الإسلاميِّ والمعارفِ الربانيَّة، ولم يغفلْ عن ذكرِ التساؤلاتِ التي تشغلُ البعضَ عن أصلِ التصوفِ الإسلامي، وهل هناكَ مَن افترى الأكاذيبَ على الصوفية؟ وهل تتعارضُ المعارفُ الصوفيةُ مع القرآنِ والسُّنة؟
طه عبد الباقي سرور: كاتبٌ وباحثٌ مِصري، اهتمَّ بالتنقيبِ في تاريخِ التصوُّفِ الإسلامي، وألَّفَ فيهِ العديدَ من الكتبِ التي عُنِيَ فيها بدراسةِ أعلامِ المُتصوِّفين، فجاءتْ كتُبُه محيطةً ومُدقِّقةً وغنيةً في بابِها. من مؤلَّفاتِه: «الغزالي»، و«شَخْصيات صوفية»، و«من أعلامِ التصوُّفِ الإسلامي»، و«الحسين بن منصور الحلَّاج شهيدُ التصوُّف الإسلامي»، و«رابعة العدويَّة والحياةُ الرُّوحيةُ في الإسلام»، و«مُحيي الدين بن عربي»، و«أبو عبيدة بن الجراح»، و«الشعرانيُّ والتصوُّفُ الإسلامي»، و«دولةُ القرآن»، و«خديجةُ زوجةُ الرسول»، و«جمال عبد الناصر: رجلٌ غيَّرَ وجهَ التاريخ»، و«أبو القاسم الشابي: شاعرُ الشبابِ والحرية». تُوفِّيَ بالقاهرةِ عامَ ١٩٦٢م.