يجمع ميشيو كاكو في هذا الكتاب بين ترجمته لحياة أينشتاين وأعماله ليكشف لنا الكون كما رآه أينشتاين، ويمنحنا إطلالة لم يحظ بها الكثيرون على منهج أينشتاين في التفكير. كانت نظريات أينشتاين طفرات هائلة في مجال العلم، ولكنه كان مع ذلك يفكر بلغة الصور الفيزيائية البسيطة: تسارع القطارات، وهبوط المصاعد، والصواريخ، وحركة عقارب الساعة، والواقع أن نظرية النسبية — التي كانت حدثًا اهتز له العالم — جاءت نتيجةً لصورتين بسيطتين من هذا النوع، كانت الصورة الأولى تشغل عقل أينشتاين منذ كان في السادسة عشرة من عمره، عندما حاول أن يتخيل كيف ستبدو له أشعة الضوء إذا استطاع أن ينطلق إلى جوارها بنفس سرعتها، وقاده البحث في طبيعة سكون موجات الضوء إلى النسبية وإلى معادلة أن الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء، المعادلة الشهيرة التي حلت لغز النجوم. أما الصورة الثانية فقد خطرت لأينشتاين وهو جالس في كرسيه بمكتب برن لبراءة الاختراع، إذ سأل نفسه ماذا لو سقط؟ وقادته هذه الصورة التي تبدو هزلية إلى فكرة أن نسيج المكان والزمن منحن، لتحل هذه الفكرة محل نظرية «قوة» الجاذبية الغامضة لنيوتن، وأدت هذه الصورة بدورها إلى نظريتي الثقوب السوداء والانفجار الكبير. ويبقى أينشتاين واحدًا من أعظم العلماء وأقربهم إلى القلوب في كل العصور، ولكن الكثيرين منا يعجزون عن فهم أعماله وتراثه فهمًا صحيحًا، ويعد هذا الكتاب وسيلة رائعة لفهم حياة أينشتاين وأفكاره وتقديرهما حق قدرهما، وذلك بفضل ذكاء ميشيو كاكو وقدرته على شرح أعقد المفاهيم العلمية باللغة الدارجة التي نستعملها في حياتنا اليومية.
ميشيو كاكو: أستاذ كرسي هنري سيمات للفيزياء النظرية بمركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك وسيتي كوليدج في نيويورك. ومن مؤلفاته: «الحيز الفائق»، و«ما بعد أينشتاين» (بالاشتراك مع جنيفر ترينر)، و«رؤى: كيف سيحدث العلم ثورة في القرن الحادي والعشرين»، و«عوالم موازية». وله برنامج إذاعي أسبوعي يسمى «استطلاعات» يبث على محطات إذاعية عديدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.