رحلةٌ خياليةٌ رائعةٌ يأخذُنا فيها المؤلِّفُ «روبرت جيلمور» في جولةٍ داخلَ عالَمِ فيزياءِ الكَم، بما فيه من نظرياتٍ غريبةٍ عن طبيعةِ الجُسَيماتِ دونَ الذَّرية، التي يَستخدمُها العلماءُ في العصرِ الحديثِ لوصفِ العالَمِ المادي. روايةٌ أبطالُها الإلكتروناتُ والنيوتروناتُ والبروتوناتُ والفوتوناتُ والكواركات، يُوضِّحُ «جيلمور» من خلالِها بعضَ المفاهيمِ الأساسيةِ العصِيةِ على الفَهمِ في ميكانيكا الكَم. تذهبُ «أليس» إلى بلادِ الكَم — التي هي نسخةٌ جديدةٌ تمامًا من بلادِ العجائب، وحجمُها أصغرُ من حجمِ ذرَّة — ويُوضِّحُ كلُّ مَعلمٍ ترتادُه هناك جانبًا مختلفًا من نظريةِ الكَم. هناك تُقابِلُ «أليس» عددًا من الشخصياتِ الاستثنائية، التي تتعرَّفُ من خلالِها على مبدأِ عدمِ اليقين، والدوالِّ المَوجية، ومبدأِ باولي، وغيرِها من المفاهيمِ المُحيِّرة، بتناولٍ جديدٍ يَجعلُها جميعًا سهلةَ الاستيعاب. ومِن ثَمَّ فالكتابُ مُقدمةٌ مفيدةٌ وشائقةٌ في فَهمِ جوانبَ كثيرةٍ من العالَمِ الذي نعيشُ فيه، وهو مُدعَّمٌ برسوماتٍ توضيحيةٍ من إبداعِ المؤلِّفِ نفسِه.
روبرت جيلمور: تخرَّجَ عامَ ١٩٦٢م في قسمِ الفيزياءِ والرياضياتِ بمعهدِ ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأصبحَ مُحاضِرًا في المعهدِ عامَ ١٩٦٧م، ثم أستاذًا مساعِدًا عامَ ١٩٧٠م. انتقلَ بعد ذلك للعملِ في جامعةِ جنوبِ فلوريدا حيث أصبحَ أستاذًا مُتفرِّغًا عامَ ١٩٧٦م، وانتقلَ خلالَ العامِ نفسِه إلى جامعةِ دركسل. كتبَ «جيلمور» الكثيرَ من الأوراقِ البحثيةِ في مجالاتٍ عدَّة، من بينها: الديناميكا اللاخَطِّية، ونظريةُ الكارثة، والديناميكا الحرارية، وميكانيكا الكَم، والفيزياءُ النوويةُ والذريةُ والجُزيئية، والشبكاتُ الكَمِّية.