تُعَد «مي زيادة» من أكثر الأديبات العربيات شهرةً في النصف الأول من القرن العشرين، وتُعَد رسائلُها المتبادَلة مع الشاعرِ «جبران خليل جبران» من أكثر الرسائل الأدبية روعةً. يُقدِّم المؤلِّف في هذا الكتاب تلخيصًا وافيًا لحياة تلك الكاتبة اللبنانية الأصل، التي عاشت في مصر، وعُرِفت بصالونها الأدبي الرفيع؛ فيَسرُد بأسلوبٍ غايةٍ في التشويق ذكرياتها عن نشأتها وحياتها الأولى، ثم ما تلا طفولتَها من آمالٍ وأحلامٍ وأفراحٍ وأشجان، ويحكي كيف كانت «مي زيادة» مُلهِمةَ الشعراءِ والأدباء، مُقتبِسًا رسائلَها المُتبادَلة مع عددٍ كبيرٍ منهم بخلاف «جبران»، مثل «أنطون الجميل» و«أمين الريحاني»، ومع أدباء أحَبُّوها، مثل «العقاد» و«أحمد لطفي السيد».
طاهر الطناحي: أديبٌ وصحفيٌّ وشاعرٌ مِصري، أحدُ الأوائل الذين طوَّعوا الصحافةَ للأدب، فجعلوا من المادةِ الصحفيةِ حُلةً أدبيةً زاهرة. وُلدَ طاهر بن أحمد الطناحي بدمياط عامَ ١٩٠٣م، والتحَقَ بمدرسةِ دارِ العلومِ بعد انتقالِه إلى القاهرة، وعَمِل بعد تخرُّجِه بمجلةِ «المُصوِّر»، ومجلة «كل شيء»، ثم التحَقَ ﺑ «دار الهلال» وعَمِل بها حتى وفاتِه. اتصَلَ الطناحي بأُدباءِ عصرِه، مثلَ مصطفى لطفي المنفلوطي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وكان له جهودٌ كبيرةٌ في استكتابِ كبارِ الأدباءِ بمجلةِ دار الهلال. كما كان له الفضلُ في نشرِ العديدِ من الكُتبِ لكبارِ الأُدباءِ والمفكرين بسلسلةِ «كتاب الهلال»، مثلَ العقاد، ومي زيادة، ومحمد عبده، وأحمد لطفي السيد، ومحمد علي علوبة، وجرجي زيدان. وللطناحي عِدةُ مؤلَّفات، منها: «على ضفاف دجلة والفرات»، و«بين السيف والقلم»، وهما مجموعتانِ قصصيتانِ تُخلِّدانِ أمجادَ العرب، و«على فِراش الموت»، وهو تسجيلٌ للساعاتِ الأخيرةِ لكبارِ الأدباءِ والكُتابِ قبلَ الموت، و«حديقة الأدباء»، و«حياة مطران»، و«ساعات من حياتي». تُوفِّي طاهر الطناحي عامَ ١٩٦٧م.