يُعَد علم الأحياء التخليقي أحدَ المجالات البحثية الأسرع نموًّا في القرن الحادي والعشرين. وهو مجال انبثق من الهندسة الوراثية التقليدية ويستخدم مساراتٍ ووحداتٍ تركيبية متعدِّدةِ الجينات لإحداثِ تغييراتٍ مهمة للغاية فيما تستطيع الخلايا فِعله. ويقدِّم هذا الكتاب من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا» عرضًا موجَزًا لمجال علم الأحياء التخليقي، من جذوره التاريخية، وأدواته التقنية، إلى إنجازاته العملية، مع محاوَلة لرسم حدود إمكاناته التقنية وما يحدُّه من قيود غير تقنية أيضًا. ويوضح الكتاب كيف بدأ يؤثر هذا العلم في العديد من مجالات التكنولوجيا؛ مثل صناعة الأدوية الجديدة، وإنتاج الوَقود الحيوي، والتعامل مع مشكلة التلوث، والتشخيص الطبي، ويشير أيضًا إلى إمكانية إنشاء حياة جديدة من موادَّ غيرِ حية. تناول المؤلِّف أيضًا الجدلَ الهائل المثار حول علم الأحياء التخليقي، وفي نفسه مخاوفُ من أن تكون أخطار الحياة المُخلَّقة أكثر من فوائدها.
«جيمي إيه ديفيز» عالمٌ بريطاني يشغل منصب أستاذ التشريح التجريبي بجامعة إدنبرة. له إسهاماتٌ عديدة في مجالات علم الأحياء التنموي، وعلم الأحياء التخليقي، وهندسة الأنسجة. ألفَّ عددًا من الكتب، منها «سَبْر أغوار الحياة» و«علم الأحياء التخليقي في الثدييات»، وقدَّم نتائج عمله إلى الجمهور من خلال المحاضرات وورش العمل وبرامج «بي بي سي» الإذاعية.