ما العاملُ المسئول عن الاختلافات بين الجنسَين في حيواناتٍ كثيرة جدًّا، بدايةً من طيور الجنَّة بريشها الزاهي وصولًا إلى الأيائل بقرونها المتشعِّبة؟ لماذا يختلف سلوكُ الذكور عن سلوكِ الإناث؟ لماذا تكون السماتُ المميزة للجنسَين ضارةً بقُدرتها على البقاء أحيانًا؟ تساؤلات لطالما أثارَت اهتمامَ العلماء والعامة على حدٍّ سواء.توضِّح الاكتشافاتُ الحديثة مدى التبايُن الشديد لعالَم الطبيعة، وكيف أن بعض المبادئ الأساسية يُمكِن أن تساعدنا في تفسيرِ قدْرٍ كبير من هذا التبايُن. والانتخاب الجنسي — على غِرار الانتخاب الطبيعي — هو عملية تَنتج عن التمثيل التفاضُلي للجينات في أجيالٍ متعاقبة، لكن في ضوء هذا الانتخاب تُعزى الخصائص الحاسمة التي تُحدِّد قُدرةَ الفرد على التكاثر إلى المنافَسة الجنسية، لا القُدرة على البقاء. ويكشف لنا هذا الكتاب النقابَ عن تاريخ فَهمنا للانتخاب الجنسي؛ بدايةً من رُؤى «داروين» الأساسية، وصولًا إلى العصر الحديث. ومن خلال تناوُل استثمار الحيوانات لمواردها من أجل التكاثر، والتباين في أنظمة التكاثر، وأصل ثنائية الشكل الجنسي؛ يناقش الكتاب مسائلَ مثل معرفة هل بإمكان الإناث بالفعل الانتقاءُ من بين الذكور على أُسس جمالية، وكيف تُسوَّى الصراعات الجنسية في مختلِف الأنواع.
مارلين زوك: اختصاصيةٌ أمريكية في علم الأحياء التطوُّري وعلم البيئة السلوكي. شغلَت منصب أستاذ لعلم الأحياء بجامعة كاليفورنيا في «ريفرسايد»، ثم انتقلت إلى جامعة «مينيسوتا» في عام ٢٠١٢. تشمل أبحاثها موضوعَي الانتخاب الجنسي والطفيليات. لي دبليو سيمونز: حصل على درجة الدكتوراه من جامعة «نوتنجهام» في عام ١٩٨٦، وتركِّز أبحاثه على علم البيئة التطوُّري والتركيب الجيني للحشرات. نشر ما يزيد على ٤٠٠ بحث علمي، وساهَم في تأليف عِدة كتب، وشارَك في تحريرِ كتاب «علم البيئة وتطوُّر خنافس الروث».