«لقَّن فيثاغورس تلامذته تعاليمَ تدعوهم إلى الحياة في وعيٍ دائم ومُتَّصل بوَحْدانيتهم مع الأرباب، وهي حالة تستحيل على شخص يَقهره غضبٌ أو ألم أو مُتعة أو جهل. وهكذا وجَد من الضروري أن يُوقِظ فيهم الرُّوح وبعث عنصرها القُدسي نقيًّا طاهرًا.»يمثِّل «فيثاغورس» أحد الروَّاد الأوائل للثقافة الحديثة، وقد سلَّط هذا الكتاب الضوءَ على الحياة الثَّرِية لهذا الفيلسوف الصوفي الشَّغُوف بالعلم، الذي لم يكتفِ بما حصَّله من علوم في مَسقط رأسه، بل قرَّر التوجُّه إلى الشرق القديم ليَنهَل من علوم حضاراته، فنزل قُبالة ساحل فينيقيا وتَلقَّن أسرارَ بابل وصُور، ثم أبحَر إلى مصر ومكَث فيها ردَحًا طويلًا من الزمن سُمِح له فيه بالانخراط في علوم الكهنة المصريين، فاستقى منهم علوم العالَم القديم كافة، وصقَل عقلَه بالحكمة، وجسدَه بالتدريب الرُّوحي، وهو ما كان له أبلغُ الأثر في صياغة فلسفته ونظرياته في الرياضيات والفَلَك. وفي النهاية عاد «فيثاغورس» إلى بلاده ونقَل إلى اليونان كلَّ معارف الشرق؛ ليكون بذلك جِسرًا ثقافيًّا عبَرَت من خلاله علومُ الشرق إلى الغرب.
جون ستروميير: كاتب ومحرِّر يعمل في مجال النشر والتسويق الرقمي، درس اللُّغتَين اليونانية القديمة واللاتينية في جامعتَي واشنطن وبراون. أشرف على تحريرِ عددٍ من الأعمال المهمة في مجال الروحانيات والعلوم الاجتماعية، مثل سلسلة كتب من تأليف «المهاتما غاندي»، بالإضافة إلى تأليف عدد من الكتب، منها «التناغم الإلهي: حياة فيثاغورس وتعاليمه». عالمٌ موسيقي مهتم بدراسة الكوزمولوجيا الموسيقية والعلوم المقدسة، ومؤسس ومدير معهد هارمونيا الذي يُنتج سلسلة من البرامج التلفزيونية حول الفلسفة الدائمة. درس الموسيقى الهندية الكلاسيكية، وحاز على درجة الدكتوراة في علم الموسيقى، وألَّف الكثير من المقالات في علم الموسيقى، فضلًا عن مشاركته في تأليف كتاب «التناغم الإلهي: حياة فيثاغورس وتعاليمه» بالاشتراك مع «جون ستروميير».