يشهد العالَمُ حاليًّا تقدُّمًا مُذهلًا في عِلْم البيولوجيا الجزيئية؛ إذ لم تَعُدِ اختباراتُ فحصِ الجينوم تقتصر على روايات الخيال العلمي، ويرى البعض أنها ستكون شائعةً للغاية عمَّا قريب. مع ذلك، وبالرغم من وَعْي الأغلبية بالدور القوي الذي يلعبه عِلْمُ الجينات في تعلُّم الأطفال ونُمُوِّهم، فإن الحوارَ بين علماء الوراثة والتربويِّين مفقودٌ إلى حدٍّ خطير. ويحاول هذا الكتاب رَأْبَ الصَّدْع بهدفِ توضيحِ أنَّ هذا الجدل الذي تأخَّر أوانه يمكن أن يؤديَ إلى نتائجَ نافعةٍ في تعليم الأطفال، ويمكن أن تنتفع به المدارسُ والمدرِّسون والمجتمع ككلٍّ. يقدِّم المؤلفان كتابَهما بأسلوبٍ جذَّاب يُيسِّر فَهْم العلومِ المعقدة من أجل الوصول إلى جمهورٍ عريض؛ إذ يعتمدان على ثروةٍ من أبحاث عِلْم الجينات السلوكي لتوضيح أنَّ التأثيرَ الجيني ليس كالحتمية الجينية، وكيف أن الجينات تعمل في تناغُمٍ مع بيئة الطفل. كما يقدِّمان رؤيتهما لما ستبدو عليه المدرسةُ الموجَّهة جينيًّا في المستقبل القريب. يحمل الكتابُ أهميةً بالغةً للآباء والتربويِّين وصُنَّاع السياسات على السواء؛ إذ يُقدِّم رؤًى متبصِّرةً لا تُقدَّر بثمن، تسبر أغوارَ إحدى المراحل المعقَّدة البالغة الأهمية التي تُشكِّل حياةَ الطفل.
كاثرين آسبري: مُحاضِرة بمركز علم النفس والتعليم في جامعة يورك بالمملكة المتحدة. وقد نشرَتِ الكثيرَ من الأبحاث العلمية حول تأثير بيئة المنزل والمدرسة على تحصيل الأطفال وسلوكهم وسعادتهم. روبرت بلومين: أستاذ علم الجينات السلوكي بمركز الطب النفسي الاجتماعي والجيني والتنموي بمجلس الأبحاث الطبية في جامعة كينجز كوليدج لندن بالمملكة المتحدة. وهو المؤسِّس والباحث الرئيسي لدراسة التطوُّر المبكر للتوائم، وقد نشر أكثرَ من ٥٠٠ بحثٍ وأكثرَ من عشرة كتب حول عِلْم الجينات السلوكي.