«ولأنَّ موضوعَ النقاشِ بيني وبينَ ابني يدورُ حولَ القرآنِ واللُّغة؛ لهذا السببِ فقطْ تدخَّلَ الأب، وهالَهُ استهانةُ ابنِهِ بحفظِه، وعدمُ اهتمامِهِ بالنطقِ والشكل؛ فعَنَّفَهُ بشدَّةٍ وبقِيَ معَهُ إلى أنْ قرأَ القُرآنَ كما يَجبُ أنْ يُقرَأ.» بينَ صُحبةِ أهلِ السياسةِ والفنِّ والأدب، وبينَ الحياةِ الشخصيةِ والعائلية؛ تصِفُ لنا الكاتِبةُ «عفاف أباظة» حياةَ زوجِها الأديبِ «ثروت أباظة» في هذا الكتابِ الذي يُعَدُّ مَزيجًا بينَ كِتابتَيْن، كانتْ أُولاهُما في فترةِ شبابِها، ثم أصبحَ استئنافُ الكتابةِ ضرورةً واجبةً لاستكمالِ الصورةِ عنْ حياةٍ غنيةٍ بالتفاصيلِ والأحداث، تبدأُ بذِكْرِ الأصلِ والمنشأ، مرورًا بمُشاكساتِ الطفولة، وطَوْرِ الشباب، وذكرياتِ اللقاءِ وتكوينِ الأُسرة، واستمرارِ الكفاحِ المشتركِ في مواجَهةِ تقلُّباتِ الحياة. سيرةٌ يَمْلؤُها الحُب، والحُبُّ وحدَهُ هو ما جمَعَ بينَ بطلِها وكلِّ مَن شاركُوهُ حياتَهُ بكلِّ ما فيها، وهو أيضًا ما جعَلَ سِيرتَه تستمرُّ في قلوبِ قُرَّائِه؛ فالغَرسُ الطَّيبُ لا يُنبِتُ إلا طيِّبًا.
عفاف عزيز أباظة: هي ابنةُ شاعِرٍ وزوجةُ أَدِيب. وُلِدتْ «عفاف عزيز أباظة» في عامِ ١٩٣٠م، وتربَّتْ في بيتِ والِدِها الشاعرِ المعروفِ «عزيز أباظة». تُوفِّيتْ والِدتُها «زينب أباظة» وهيَ في الثانيةَ عشرةَ مِن عُمْرِها، ثم تزوَّجَ والِدُها بعدَ ذلكَ من السيدةِ «أمينة» ابنةِ السياسيِّ الكبيرِ ورئيسِ وزراءِ مصرَ «إسماعيل صدقي». درَسَتْ وتعلَّمتْ باللغتَيْنِ العَربيَّةِ والفَرنسيَّة. أحَبَّتْ «ثروت أباظة» وتزوَّجَتْه. عكفَتْ عفاف على تقديمِ سِيَرٍ ذاتيَّةٍ لعددٍ من أفرادِ أسرتِها، مِنْها: «زَوْجي ثروت أباظة»، و«أبي عزيز أباظة»، و«زَوْجةُ أبي: سيِّدةٌ مِنَ الزمنِ الجَمِيل» وغَيرُها.