لم يتوقف أدباء المهجر عن إدهاشنا؛ فآلاف الأميال التي قطعوها زادت من تمسُّكهم بالوطن، الذي ظل حاضرًا بلغته وتراثه في قلوبهم، على الرغم من أن هجرتهم كانت لما لاقوه فيه من تضييقات وشدائد هددت أحيانًا حياتهم ذاتها! إلا أنهم ظلوا يحنون بشوقٍ لمراتع الصِّبا ومواطن الذكريات، التي ظلت حاضرة في أدبهم؛ لتظهر مدرستهم الأدبية الخاصة التي اصطلح النقاد على تسميتها ﺑ «مدرسة المهجر»؛ وهي المدرسة التي قدَّمت الكثير للثقافة العربية شعرًا ونثرًا، حيث أضافت روحًا وأفكارًا جديدة للنص الأدبي. ولما كان «أمين الريحاني» أحد روداها المُهِمِّين؛ فقد اعتنى «توفيق الرافعي» بترجمة حياته، وبيان منهجه الأدبي، وكذلك ذكر ما قاله معاصروه عنه وعن أعماله التي عرَض المُؤلِّف بعضها.
توفيق سعيد الرافعي: مؤلِّف مجهول، على الرُّغم من أنه ترك أعمالًا جيدة، إلا إننا لا نعلم عنه الكثير، من كتبه: «ما وراء البحار»، و«أمين الرافعي ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب».