مُتجوِّلًا بينَ التاريخِ والأُسطورة، يَصحبُنا «رئيف خوري» في رحلةٍ عبرَ الزمن، مُستعرِضًا أهمَّ مَلامحِ التاريخِ العربيِّ ورواياتِه، سواءٌ كانتْ أسطوريةً أو واقِعية، دونَما الخوضِ في مدى مِصداقيةِ الأسطورة، فكلُّ أسطورةٍ تَحملُ في ثَناياها شيئًا مِنَ التاريخِ طمَسَه الزمنُ بينَ طيَّاتِه. يتعرَّضُ المؤلفُ في تسعٍ وعشرينَ قصةً إلى أشهرِ ما رَوتْهُ الأساطيرُ عنِ العربِ منذُ أقدمِ العُصور، فيَكتبُ عن أولِ دولةٍ عرَفَها العرب، وهيَ «الدولةُ المَعينيَّةُ»، وكلِّ الدولِ التي تبعَتْها في أرضِ اليمنِ الخَصيب، مثل «سَبأ» و«حِمْير»، وكيفَ وَرِثَ بعضُهم بعضًا. إنَّ الكتابَ يُقدِّمُ عرْضًا مُبسَّطًا للتاريخِ العربيِّ في حِقْبةٍ حضاريةٍ مُهمَّةٍ للغاية.
رئيف خوري: كاتبٌ وأديبٌ لبنانيٌّ شَهِير، درَّسَ الأدبَ بمِصْر وبغداد وأمريكا وروسيا، وله العديدُ مِنَ المُؤلَّفاتِ والتَّرْجمات. وُلِدَ «رئيف بن نجم خوري» في لبنان عامَ ١٩١٣م، وحصلَ على البكالوريوسِ في الأدبِ والتاريخِ مِنَ الجامعةِ الأمريكيةِ ببيروت عامَ ١٩٣٣م، ثُم عملَ مدرِّسًا بالعديدِ مِنَ المدارسِ المحليةِ والدوليةِ بلبنان وفلسطين وسوريا، وكذلك ببعضِ المعاهدِ العُليا بلبنان. اشترَكَ رئيف خوري في تحريرِ العديدِ مِنَ الصُّحفِ اللبنانيةِ مثل: البَرْق، والمَكْشوف، والطريق، والدِّفاع السورية. وعمِلَ مذيعًا في محطةِ الإذاعةِ اللبنانيةِ أثناءَ الحربِ العالميَّةِ الثانية، ونالَ جائزةَ رئيسِ الجمهوريةِ اللبنانيةِ من جمعيةِ أصدقاءِ الكتابِ عامَ ١٩٥٢. مثَّلَ رئيف خوري الشبابَ العربيَّ الفلسطينيَّ في مؤتمرِ الشبابِ العالميِّ الثاني، في نيويورك ١٩٣٨م، وكانَ عضوًا في عُصْبةِ مُكافحةِ النازيَّةِ والفاشية، وعضوًا في جمعيةِ أصدقاءِ الاتحادِ السوفييتي، وأسَّسَ ندوةً ثقافيةً أدبيةً باسمِ «ندوة عمر فاخوري»، وأسهَمَ في تشكيلِ جمعيةِ «أهل القَلم» اللبنانيَّة. أخرَجَ رئيف خوري العديدَ مِنَ المُؤلَّفاتِ والتَّرْجمات، منها: «أَثَر الثورةِ الفرنسيةِ في الفكرِ العربيِّ المعاصِر»، و«حُقوق الإنسان»، و«النَّقْد والدِّراسة الأدبيَّة»، و«مَعالِم الوَعْي القَوْمي»، و«معَ العربِ في التاريخِ والأُسْطورة»، و«دِيك الجِن» و«أَمِين الرِّيحاني»، و«دِيوان شِعْر». تُوفِّيَ رئيف خوري بعدَ أن أُصِيبَ بالسرطانِ عامَ ١٩٦٧م.