«هذا العمل دراسةٌ للرؤى المتغيِّرة للهياكل الدولية، وكيفية استخدامها لتحقيق الأهداف المشتركة للبشرية في الميادين التي تعجز الدولُ عن العمل فيها منفردةً بصورة مُرضية. وهو أقلُّ اهتمامًا بالمؤسسات الرسمية للأمم المتحدة ونظامِ العمل فيها بحد ذاته، ويهتمُّ بقدرٍ أكبرَ بالطريقة التي عملَت بها المنظمة، وكيف تغيَّرت لتمارس نشاطًا جديدًا، ولنرَ — على وجه الخصوص — لماذا تم النظر إلى النشاط الجديد على أنه امتداد للدور الأصيل الذي تلعبه المنظمة الدولية.»تأسَّسَت منظمةُ الأمم المتحدة عام ١٩٤٥م على أيدي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وقد ورثَت الكثيرَ من ملامح التجرِبة الأولى في ميدان التعاون الدولي، التي تمثَّلَت في عُصبة الأمم، ولكن الأمم المتحدة أوسعُ نطاقًا في الاختصاص والصلاحيات، سواء في مجال فضِّ المنازَعات الدولية، أو حقوق الإنسان، أو الشئون الاقتصادية. اضطلعَت المنظمة بالتدخُّل في كثير من القضايا الدولية، فاستطاعَت النجاح في بعضها وأخفقَت في بعضها الآخر. والكتاب الذي بين أيدينا يتتبَّع تجرِبةَ الأمم المتحدة عبرَ ستة عقود، بدايةً من تأسيسها عام ١٩٤٥م حتى عام ٢٠٠٥م، ويُقيِّم نجاحاتها وإخفاقاتها، ويستشرف مستقبلَها في السنوات التالية؛ فإلى جانب تناوُله الخطوات الحَذِرة الأولى التي اتخذَتها الحكومات في الطريق إلى الاتفاقات الدولية، والأُطُر الفكرية والسلوك التعاوني، يَروي بإسهاب وتفصيل مستوى الخدمة التي قدَّمَتها الأمم المتحدة على مَدار العقود الستة مثل: قضايا الأمن، وحفظ السلام، وحقوق الإنسان، والاتفاقيات الخاصة بالبيئة.
بول كينيدي: مؤرِّخ بريطاني ودبلوماسي شهير، اهتمَّ بتاريخ العلاقات الدولية والفكر الاقتصادي والاستراتيجي، وذاع صِيته في العالَم أجمع بعد نشر كتابه «قيام وسقوط القوى العظمى ١٥٠٠–٢٠٠٠م» الذي حظي بتقدير وإعجاب كبيرَين وتُرجِم إلى ٢٣ لغة. وُلد «بول مايكل كينيدي» في عام ١٩٤٥م بشمال إنجلترا. تخرَّج في قسم التاريخ بجامعة نيو كاسل، وواصَل دراساته حتى حصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد. شغل منصب أستاذ في قسم التاريخ بجامعة إيست أنجليا بإنجلترا، وظلَّ بهذا المنصب لسنواتٍ قبل مغادَرته إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٨٣م، وهناك شغل منصب أستاذ في قسم التاريخ بجامعة ييل، وتخصَّص في تدريس الشئون الدولية مع التركيز على الجانب الاستراتيجي، ولعمق تخصُّصه في هذا المجال عُيِّن مستشارًا للرئيس الأمريكي «بيل كلينتون»، وللأمين العام لهيئة الأمم المتحدة «بطرس بطرس غالي»، وتولَّى إدارة مشروع جامعة ييل للأمن الدولي. اختير عضوًا بمجالس تحريرِ عددٍ من المجلات العلمية الدولية المتخصِّصة في التاريخ والدراسات الاستراتيجية والشئون الدولية، فضلًا عن الصحف والمجلات الصادرة بعِدة لُغات، وساهَم أيضًا في العديد من المشروعات العلمية في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة. انتُخِب عضوًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام ١٩٨٩م، والجمعية الفلسفية الأمريكية في عام ١٩٩١م، ونال وسامَ المملكة المتحدة عام ٢٠٠١م، وحصل على زمالة الجمعية التاريخية الملكية، ومعهد الدراسات المتقدِّمة في برينستون ونيوجيرسي، ومؤسسة همبولت بألمانيا. قدَّم العديدَ من المؤلَّفات، من أشهرها: «النصر في البحر: القوة البحرية وتحوُّل النظام العالمي في الحرب العالمية الثانية»، و«الاستراتيجية والدبلوماسية ١٨٧٠–١٩٤٥»، و«الحقائق الكامنة وراء الدبلوماسية»، و«التحضير للقرن الحادي والعشرين»، و«برلمان الإنسان».