«في حياة الدول التي حصلَت على استقلالها منذ زمنٍ غيرِ بعيد نسبيًّا، هناك فتراتُ صعودٍ وهبوط، حركةٌ سريعة على الطريق إلى أهداف مرسومة، ثم توقُّف، أو حتى خروج عن الطريق المرسوم، وأحيانًا تتحرَّك الأحداث إلى الخلف بصورة مؤقَّتة. أمورٌ كثيرة تتوقَّف على صلابة السياسة الداخلية للنظام، وعلى مدى تأثير القوى الخارجية المختلفة، وفي بعض الأحيان على رجال الدولة الذين يجدون أنفسَهم تحت ضغط الظروف أو بنزوة التاريخ على رأس الدولة. هؤلاء يحصلون على حقوق كثيرة في التأثير في سياسة الدولة.»جاء «فلاديمير فينوجرادوف» إلى القاهرة في يوم وفاة «جمال عبد الناصر» لتولِّي منصب السفير الروسي بمصر، حاملًا خِبرةً عظيمة في العمل الدبلوماسي، وكان جُل همِّه آنذاك العلاقاتِ الروسيةَ المصرية بعد وفاة «عبد الناصر»، واستمرَّ في عمله حتى عام ١٩٧٥م، واستطاع خلال هذه المدة أن يكون شاهدًا على فترةٍ حَرِجة من تاريخ مصر؛ النصف الأول من حكم «السادات»، وحرب أكتوبر، وتَبِعات هذه الحرب على المستوى الدبلوماسي، والتحوُّلات التي طرأت على السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً فيما يتعلَّق بالولايات المتحدة. وقد وثَّق «فلاديمير» ما عاصَره في مصر، ليُقدِّم لنا في هذا الكتاب أرشيفًا وثائقيًّا في غاية الدقة والأهمية عن هذه الفترة وعن شخص «السادات»، بالإضافة إلى حديثه عن لقاءاته مع «عبد الناصر»، سواء في موسكو أو القاهرة، وتسجيلِ انطباعاته عن شخصه.
فلاديمير فينوجرادوف: دبلوماسي روسي، وسفير الاتحاد السوفييتي لدى مصر أثناء حرب ١٩٧٣م. وُلد في أوكرانيا عام ١٩٢١م، وعمل سفيرًا للاتحاد السوفييتي لدى اليابان، ووزيرًا للخارجية، وسفيرًا لدى مصر من ١٩٧٠م حتى عام ١٩٧٤م. ألَّف كتابه المعروف «مصر من ناصر إلى حرب أكتوبر» أثناء عمله الدبلوماسي في مصر، وقد اكتسب الكتاب أهميةً كبرى لكون «فلاديمير» أحدَ المبعوثين الروس الذين التقوا بالقادة المصريين مثل «جمال عبد الناصر» و«أنور السادات». تُوفِّي «فلاديمير فينوجرادوف» في موسكو عام ١٩٩٧م.