هذا الكتاب هو ثمرةُ عشرين عامًا من التفاني، والدراسة، والخيال، والاهتمام. يُؤرِّخ الكتاب، بأسلوبٍ سلِس، للأقليات الدينية الآخذة في الاندثار في الشرق الأوسط، ومنها: الإيزيديون، والمندائيون، والزرادشتيون، والدُّروز، والسامريون، والأقباط، والكَلاشا. ورغم الكتب والمصادر المتعددة التي استخدمها المؤلف في مرحلة البحث أثناء تأليف هذا الكتاب، لم يكتفِ بهذه المعلومات النظرية، وآثَر زيارةَ المَواطن الأصلية لهذه الديانات، ولقاءَ رجال الدين والأشخاص العاديين الذين يعتنقونها، وشهد بنفسه بعضَ الاحتفالات بأعيادهم المقدَّسة، ودعاه البعضُ إلى بيوتهم حيث أمكَنه ملاحظةُ عاداتهم وتقاليدهم. هذا الكتاب ليس مجردَ سردٍ للطقوس الدينية لهذه الديانات، ولكنه يُميط اللثامَ عن الحضارات القديمة التي تأثرَت بها تلك الديانات، والتقلبات التاريخية والسياسية التي تعرضَت لها إلى أن وصلَت إلى ما هي عليه في وقتنا الحاضر.
جيرارد راسل: دبلوماسيٌّ بريطاني سابق في الشرق الأوسط. وُلد عام ١٩٧٣ في أمريكا لأبوَين بريطانيَّين، ودرَس الفلسفة واللغات الكلاسيكية في كلية باليول بأكسفورد. التحق بعد ذلك بالسلك الدبلوماسي البريطاني الذي بعَث به إلى القاهرة لتعلُّم اللغة العربية. وبعدما أتقنَها، أصبح المتحدثَ الرسمي العام للمملكة المتحدة في القنوات الإخبارية العربية. أُرسِل إلى العراق بعد الغزو الأمريكي، وكان القُنصلَ العامَّ في جدَّة، ثم مستشارًا سياسيًّا في السفارة في كابول. وفي تلك المناصب، بَنى صداقاتٍ قويةً مع العرب والأفغان، بمساعدةِ مهاراته اللُّغوية، وأصبح خبيرًا بالبلدان التي عاش فيها، والأشخاصِ الذين عاش معهم.