«وعلى الرغم مِن هذه الأهمية التي مثَّلها السُّهرَورْدي في تاريخ التصوُّف الإسلامي، وعلى الرغم من عُمق فلسفتِه في كافة المجالات التي بحَث فيها، إلا أنَّ هناك جوانبَ عديدةً في فلسفته لم تُبحث بحثًا منهجيًّا دقيقًا شاملًا؛ بحيث يتبيَّن لنا أثر فلسفة هذا الفيلسوف.»يرى هذا الكتاب أن حق «السُّهرَوردي» الفيلسوف قد هُضِم في تاريخ الدراسات الكلامية والمنطقية، وأنه تجبُ دراستُه على وجه التفصيل، وبالأخصِّ كتاباته في نقد المنطق الأرسطي وما أضفاه عليه من طابع إشراقي؛ إذ إنَّ «السُّهرَوردي» كان له جهدٌ كبير في نقد المنطق الأرسطي، حتى إنه أدخَل تعديلاتٍ على بِنيته ذاتها، فأنزله من عشرِ مقولاتٍ إلى خمس، وهو ما برَزت قِيمته بروزًا كبيرًا عندما تطوَّرت دراسات المنطق المُعاصِرة في الغرب. وبناءً على ذلك، يُقدِّم الكتاب صورةً مُعمَّقة عن «السُّهرَوردي» في حياته، وعن شخصيته وكتاباته، ونظريته في المعرفة وعلاقتها بالمنطق، ونقده للمنطق الأرسطي، وموقع هذا النقد من الدراسات الغربية الحديثة.
محمود محمد علي: كاتب وفيلسوف مصري معاصِر، يشغل حاليًّا منصب أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة أسيوط. وُلد «محمود محمد علي محمد» عام ١٩٦٦م في مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، ونشأ كأبناءِ بلدته على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية. التحق بمدرسة المجلس الابتدائية، ثم المدرسة الإعدادية الجديدة، ثم مدرسة أخميم الثانوية التي تخرَّج فيها عام ١٩٨٤م، ثم انتقل إلى محافظة أسيوط حيث التحق بجامعتها وتخصَّص في دراسة الفلسفة، فتخرَّج فيها حاصلًا على درجة الليسانس من كلية الآداب عام ١٩٨٨م، وحصل على درجة الماجستير عام ١٩٩٠م من قسم الفلسفة بجامعة القاهرة عن موضوع «المنطق الإشراقي عند السُّهْروردي المقتول في ضوء المنطق الأوروبي الحديث»، ونال درجةَ الدكتوراه من جامعة جنوب الوادي عامَ ١٩٩٥م عن موضوع «المنطق وعلاقته بالفقه عند الأشاعرة». عُيِّن أولًا مُعيدًا بكلية الآداب بجامعة حلوان، ثم رُقِّي إلى منصب مدرس للمنطق وفلسفة العلوم بالكلية نفسها بعد حصوله على درجة الدكتوراه، ثم رُقِّي إلى منصب أستاذ مساعد، فأستاذ عامَ ٢٠١٢م. عمل بالتدريس في العديد من الجامعات المصرية، مثل جامعة حلوان وأسيوط وجنوب الوادي، كما كان مدرسًا بجامعة السابع من أبريل (جامعة الزاوية حاليًّا) بليبيا، وعمل محاضرًا في جامعة جورجيا الأمريكية في عام ٢٠٠١م، وذلك أثناء فترة انتدابه بالولايات المتحدة، هذا فضلًا عن مُشارَكاته العديدة في المؤتمرات المحلية والدولية. كتَب في العديد من المجالات الفلسفية والفكرية، ولا سيما الفكر السياسي، وأخرَج عددًا من المؤلَّفات من أبرزها: «موسوعة أجيال الحروب»، و«جماليات العلم»، و«العلاقة بين المنطق وعلم أصول الفقه»، و«الأصول الشرقية للعلم اليوناني»، و«المنطق الصوري القديم بين الأصالة والمعاصَرة»، و«النحو العربي وعلاقته بالمنطق»، هذا فضلًا عن دراساته ومقالاته في فلسفة العلوم والمنطق، وفي موضوع جائحة كورونا، كما ترجَم كتاب «البصيرة والفَهم: دراسة في أهداف العلم» لمؤلِّفه «ستيفن تولمن».